سلّط المركز الوطني للأرصاد الضوء على دراسة بحثية حديثة قدمها برنامج استمطار السحب، والذي يهدف إلى الاستفادة من سحب الطائف لتعزيز فرص تحسين الطقس في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ضمن مشاركته بجناح الابتكار في واحة العلوم خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر “COP16“، والذي استضافته الرياض هذا الشهر.
جهود جديدة لتحسين الطقس في مكة المكرمة
أوضح الرئيس التنفيذي لمركز الوطني للأرصاد، الدكتور أيمن غلام، أن سحب الطائف تمثل إحدى الفرص الواعدة لتعزيز الموارد المائية وتحسين الأحوال الجوية في المناطق الحيوية، بما في ذلك مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
وأوضح أن برنامج استمطار السحب يندرج ضمن جهود المملكة لتطوير حلول مبتكرة للتحديات البيئية والمناخية.
وأشار أن المركز الوطني للأرصاد يعمل بشكل مستمر على تطوير الأبحاث والدراسات العلمية المبتكرة، ويشارك بفاعلية في المبادرات الدولية المتعلقة بتغير المناخ، تأكيدًا على دور المملكة الريادي في مواجهة التحديات البيئية.
ما هو استمطار السحب؟
تتكون السحب من قطرات ماء صغيرة أو بلورات ثلجية تتشكل عندما يبرد بخار الماء في الغلاف الجوي ويتكثف حول جسيم صغير من الغبار أو الملح العائم في الغلاف الجوي.
وبدون هذه الجسيمات، المعروفة باسم التكثيف أو نوى الجليد، لا يمكن أن تتشكل قطرات المطر أو رقاقات الثلج ولن يحدث هطول الأمطار.
ويشير مصطلح استمطار السحب إلى التقنية التي تعمل على تحسين قدرة السحب على إنتاج المطر أو الثلج من خلال إدخال نوى جليدية صغيرة في أنواع معينة من السحب التي تصل درجة حرارتها إلى ما دون الصفر.
توفر هذه النوى قاعدة لتكوين رقاقات الثلج، حيث تنمو بعد عملية الاستمطار بسرعة وتسقط من السحب مرة أخرى إلى سطح الأرض، مما يؤدي إلى تدفق مياه الأمطار.
تستخدم أغلب عمليات تلقيح السحب، مركبًا يسمى يوديد الفضة للمساعدة في تكوين بلورات المطر هذه في السحب.
ويعزى استخدام يوديد الفضة إلى تواجده بشكل طبيعي في البيئة بتركيزات منخفضة، ولم يثبت أنه ضار بالبشر أو الحياة البرية.
ويمكن إجراء عملية استمطار السحب إما من الأرض، أو جوًّا، فعندما تتحرك العواصف في مناطق مشروع الاستمطار، يتم حرق محلول يحتوي على كمية صغيرة من يوديد الفضة من مولدات أرضية أو يتم إطلاقه من الطائرات.
وعند الوصول إلى السحابة، يعمل يوديد الفضة كنواة لتكوين بلورات المياه في السحب للمساعدة في هطول الأمطار.
المصادر: