ضرب إعصار تشيدو المدمر جزر مايوت، الواقعة في المحيط الهندي، كان الإعصار الذي ضرب الجزيرة يوم الأحد، قد خلّف دمارًا هائلًا وخسائر بشرية كبيرة. يُعد هذا الإعصار الأسوأ الذي تشهده المنطقة منذ قرن، حيث تضررت البنية التحتية الضعيفة، وارتفعت أعداد الضحايا والمصابين وسط جهود إنقاذ عاجلة.
إعصار تشيدو وخسائر الأرواح والممتلكات
اجتاح الإعصار جزر مايوت برياح عاتية تجاوزت سرعتها 226 كيلومترًا في الساعة، ما أدى إلى اقتلاع الأشجار وانهيار المنازل. أكّد محافظ الجزر، فرانسوا-كزافييه بييفيل، أن العدد المبدئي للضحايا بلغ 11 قتيلًا، لكنّه توقع أن يرتفع العدد ليصل إلى مئات وربما آلاف القتلى. وأوضح بييفيل صعوبة تحديد الأعداد بدقة، نظرًا للتعاليم الإسلامية التي توصي بدفن الموتى في أقرب وقت.
تضرر البنية التحتية وعمليات الإغاثة
تعرضت مرافق حيوية لأضرار جسيمة، بما في ذلك المدارس والمستشفيات. كما عانت بعض الطرق من الانسداد بسبب الأشجار المتساقطة، ما عرقل وصول فرق الإنقاذ إلى المناطق المتضررة. أرسلت فرنسا فرقًا من الجنود ورجال الإطفاء إلى الجزر المتضررة، بالإضافة إلى شحنات طبية عاجلة. كما أُعلن -وفقًا لصحيفة الجارديان– عن إقامة جسر جوي وبحري مع جزيرة ريونيون، لنقل المزيد من الإمدادات وفرق الإنقاذ.
معلومات عن جزيرة مايوت
تقع جزيرة مايوت في المحيط الهندي بين الساحل الشرقي لأفريقيا وجزيرة مدغشقر، وهي إحدى أقاليم ما وراء البحار التابعة لفرنسا. تُعد مايوت جزءًا من أرخبيل جزر القمر، لكنها اختارت البقاء تحت السيادة الفرنسية عبر استفتاء شعبي. يبلغ عدد سكانها نحو 320 ألف نسمة، ومعظمهم من الأغلبية المسلمة. وقد اكتسبت اسمها “مايوت” من أصلها العربي جزيرة “الموت”، بسبب الشعب المرجانية التي كانت تحيط بها والتي كانت تحطم السفن التي تقترب منها، ما يجعلها كأنها محصنة ضد هجوم الأعداء.
معاناة سكان مايوت المعيشية أمام إعصار تشيدو
يعيش سكان مايوت في ظروف معيشية صعبة، حيث تُعد الجزيرة الأفقر ضمن الأراضي الفرنسية. تسبب الإعصار في تدمير مئات المنازل المصنوعة من الصفيح، كما انقطعت الكهرباء وشُلت خدمات المياه النظيفة. وأفاد السكان بأن الإعصار قلب القوارب وأغرق بعضها، ما زاد من صعوبة التنقل.
تأثير الإعصار على الدول المجاورة
لم يقتصر تأثير الإعصار على مايوت فقط، بل ضرب جزر القمر ومدغشقر أيضًا. أُعلن عن فقدان 11 صيادًا في جزر القمر، بينما تأثرت موزمبيق بشكل كبير بعد وصول الإعصار إليها. وأكّدت التقارير تدمير المنازل والمدارس والمرافق الصحية في إقليم “كابو ديلغادو” شمال موزمبيق، ما يعرض حياة ملايين الأشخاص للخطر.
آثار إعصار تشيدو البيئية والصحية
تُعد الأعاصير في هذه المنطقة خطرًا كبيرًا، حيث تتسبب في الفيضانات والانهيارات الأرضية. تزيد المياه الراكدة من مخاطر انتشار الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، ما يُفاقم الوضع الإنساني. تُشير الدراسات إلى أن التغير المناخي يلعب دورًا كبيرًا في زيادة قوة الأعاصير وعددها، مما يعرض الدول الفقيرة لخسائر فادحة.