تقنية سياسة

تبرع ميتا لترامب.. الأسباب والتوقيت

أكدت شركة ميتا تبرعها بمبلغ مليون دولار لصندوق تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وفقًا لما أفادت به شبكة CNN. يأتي هذا الإعلان بعد اجتماع خاص جمع بين الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ، وترامب في Mar-a-Lago، مما يعكس تغيرًا واضحًا في موقف ميتا تجاه ترامب مقارنة بموقفها السابق.

تحول جذري بعد تبرع ميتا لترامب

خلال السنوات الماضية، شهدت العلاقة بين ميتا وترامب توترًا ملحوظًا، خاصة بعد حظر ترامب من منصات الشركة في أعقاب أحداث 6 يناير 2021. لكن مؤخرًا، بدأ زوكربيرغ يظهر تقاربًا ملحوظًا مع الرئيس السابق.

في مقابلة أجريت الصيف الماضي، وصف زوكربيرغ رد فعل ترامب على محاولة اغتياله في يوليو بأنه “مذهل”. وقال زوكربيرغ:

“رؤية دونالد ترامب ينهض بعد أن أُصيب في وجهه ويرفع قبضته بالعلم الأمريكي هي واحدة من أروع اللحظات التي رأيتها في حياتي.”

سعي نحو تأثير أكبر في سياسة التقنية

تشير التقارير إلى أن زوكربيرغ يسعى للحصول على دور أكثر فعالية في تشكيل سياسة التكنولوجيا للإدارة القادمة. وهو موقف يتناقض مع المرحلة السابقة التي شهدت انتقادات حادة من ترامب تجاه شركات التكنولوجيا.

من جهة أخرى، لم يكن زوكربيرغ الوحيد في مساعيه للتواصل مع ترامب، إذ التقى عدة مسؤولين تنفيذيين في شركات تقنية كبرى مثل:

  • تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة Apple
  • سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة Google
  • آندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة Amazon

يُظهر هذا التحرك سعيًا من شركات التكنولوجيا الكبرى لبناء جسور مع الإدارة المقبلة وسط سباق انتخابي متقارب.

ترامب يستغل تحسن العلاقات مع عمالقة التقنية

استغل ترامب هذا التقارب بشكل واضح، حيث تفاخر بمحادثاته الخاصة مع كبار المسؤولين التنفيذيين. وقد تحولت لهجته تجاه هذه الشركات، بعد أن كان يُحمّلها مسؤولية هزيمته في انتخابات 2020، مما تسبب في سنوات من الهجوم الجمهوري على شركات التكنولوجيا.

على سبيل المثال:

في مارس الماضي، وصف ترامب شركة Facebook بـ”عدو الشعب” في مقابلة مع CNBC، مما أدى إلى تراجع أسهم ميتا بنسبة تجاوزت 4%.
كما هدد في وقت سابق بسجن “المتلاعبين في الانتخابات”، مشيرًا ضمنيًا إلى زوكربيرغ في منشور على منصة Truth Social.

خاتمة

تبرع ميتا لصندوق تنصيب ترامب يُعد علامة فارقة في العلاقة بين الطرفين، خاصة مع محاولات زوكربيرغ لعب دور استراتيجي أكبر في الإدارة القادمة. ويعكس هذا التحول رغبة شركات التكنولوجيا في إعادة بناء العلاقات مع إدارة ترامب بعد سنوات من التوتر والصدام.