شهد مؤشر سعر الدولار ارتفاعًا لمستويات قياسية، اليوم الأربعاء، مقابل العملات الأوروبية الأخرى، وذلك منذ إعلان فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب بالسباق الرئاسي.
وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي واسع النطاق بنسبة 3% منذ يوم الانتخابات الأمريكية، وفي المقابل انخفض اليوان والعملات الآسيوية الأخرى، في ظل سعي الصين لخفض قيمة اليوان خلال عام 2025 لمواجهة رسوم ترامب الجمركية.
ويتوقع خبراء الاقتصاد ارتفاع أسعار المستهلك الأساسية والرئيسية بنسبة 0.3% في نوفمبر مقارنة بالزيادات السابقة التي بلغت 0.2% و0.3% على التوالي.
كما يتوقع المتداولون أن يتخذ بنك الاحتياطي الفيدرالي خطوة بخفض أسعار الفائدة في 18 ديسمبر بنسبة 85%، وهو ما يدعم موقف الدولار.
وقالت جين فولي رئيسة استراتيجية النقد الأجنبي في رابوبانك في لندن “السوق تفكر في ماذا لو جاء تقرير أسعار المستهلك قويا؟ ثم قد يتم تسعير بعض توقعات تخفيف السياسة النقدية من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي وهو ما قد يدعم الدولار”.
وشهدت آسيا الارتفاع الأكبر في سعر الدولار مقابل اليوان والذي قفز بنسبة 0.24% خارجيًا عند 7.2780، وارتفع بنسبة 0.23% مقابل العملة المحلية عند 7.2491.
وتبرز تلك التطورات حاجة الصين إلى المزيد من الحوافز الاقتصادية التي تدعم مكافحتها لتهديدات ترامب بفرض التعريفات الجمركية.
ولكن لماذا تحرك مؤشر سعر الدولار؟
شهدت أسعار الدولار ارتفاعًا لأعلى مستوى منذ سنوات، في اليوم التالي لإعلان فوز ترامب بالسباق الرئاسي أمام سلة العملات الرئيسية الأخرى.
ويأتي هذا الارتفاع ليمثل تحولًا حادًا بعد 3 أشهر من الضعف المستمر، بعد أن وصل الدولار إلى أدنى مستوى له في سبتمبر الماضي.
يرجع ارتفاع سعر الدولار إلى مستوى قياسي إلى السياسة التي لوّح ترامب بفرضها من رسوم جمركية على الواردات الصينية فور توليه الحكم.
وربما يرجع جزء منها إلى قيام المستثمرين بنقل الأموال إلى أصول أخرى.
وهناك سبب أكثر تشاؤمًا لهذه التحركات، وهو ما ذكره مؤسس شركة سيفنز ريبورت توم إيساي، في مذكرة لعملاء، من سيطرة للجمهوريين على الحكم في الولايات المتحدة، في إشارة إلى فوز ترامب والأغلبية المتوقعة للجمهوريين في مجلس الشيوخ والتقدم في سباق مجلس النواب.
كيف يمكن أن تؤثر تحركات الدولار على الاقتصاد العالمي؟
قد يكون للدولار تأثيرا مزعزعًا على الاقتصاد العالمي، إذ إن الدولار يتحكم في 90%من معاملات الصرف الأجنبي، كما أن السلع الاستراتيجية مثل النفط يتم تسعيرها بالدولار.
وفي ظل القيمة المرتفعة للدولار، يلجأ الأمريكيون لشراء السلع الأجنبية والسفر للخارج، فيما تعاني الشركات المحلية من ضعف الإقبال.
أما خراج الولايات المتحدة فإن ارتفاع سعر الدولار يعني زيادة التضخم في البلدان ذات العملات الأضعف، ويضع عراقيل أمام تسديد الديون المقدرة بالدولار وهو ما يزيد الضغط على الاقتصاد العالمي.