في ساعة مبكرة من صباح الأحد، غادر الرئيس بشار الأسد دمشق على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة، بعد أن سيطرت المعارضة على العاصمة وأطاحت به من السلطة بعد 24 عامًا في الحكم.
ومنذ التقدم السريع للمعارضة قبل أسبوع، لم يظهر الأسد علنًا سوى مرة واحدة، ولا تزال تفاصيل مكان وجوده وأسرته مجهولة.
طائرة غامضة واختفاء مفاجئ
تزامنًا مع إعلان المعارضة سيطرتها على دمشق، أقلعت طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية متجهة إلى الساحل السوري، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
إلا أنها غيرت مسارها فجأة واختفت عن الرادار، مما أثار تكهنات بأنها أُسقطت أو أغلقت جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها.
تقدم المعارضة وقطع الطريق إلى الساحل
مع سيطرة المعارضة على مدينة حمص، تم قطع العاصمة عن الساحل السوري، حيث توجد القواعد الجوية والبحرية الروسية.
يُعد هذا التطور تهديدًا مباشرًا للنفوذ الروسي في سوريا ويضع مستقبل القواعد الاستراتيجية في حميميم وطرطوس على المحك.
تهديد القواعد الروسية
تعتبر قاعدة حميميم الجوية مركزًا رئيسيًا للضربات الجوية الروسية، حيث تُنفذ 75% من العمليات الجوية الروسية في سوريا.
أما قاعدة طرطوس، فهي المنشأة الوحيدة لإصلاح السفن الروسية في البحر الأبيض المتوسط، وتُستخدم لنقل المتعاقدين العسكريين إلى أفريقيا.
انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية
مع تركيز روسيا مواردها العسكرية في أوكرانيا، أصبح دعمها للوضع في سوريا أكثر ضعفًا مقارنة بتدخلها الحاسم في 2015.
ويهدد التقدم السريع للمعارضة بتقويض النفوذ الروسي في الشرق الأوسط وإحداث نكسة كبيرة للرئيس فلاديمير بوتين.
تحذيرات المدونين الروس
حذر مدونون مقربون من وزارة الدفاع الروسية من أن المعارضة لن تتوقف عن مهاجمة القواعد الروسية.
وأكدوا أن خسارة حميميم وطرطوس ستقوض القدرة الروسية على تنفيذ العمليات في سوريا، وأشاروا إلى أن الدفاع عن الساحل السوري أصبح أولوية قصوى.
وعل الرغم من التصريحات الرسمية الروسية التي تؤكد استمرار الدعم للأسد، تواجه موسكو تحديات كبيرة في تعزيز مواقعها العسكرية في سوريا.
وفي سياق متصل نصحت السفارة الروسية في دمشق مواطنيها بمغادرة البلاد، وسط تصاعد المخاطر.
الوضع الراهن ومستقبل النفوذ الروسي
دفعت روسيا ثمنًا باهظًا خلال تدخلها في سوريا، بما في ذلك خسائر بشرية ومالية كبيرة.
ويرى المحللون أن الاحتفاظ بمحافظتي اللاذقية وطرطوس أصبح الخيار الوحيد لتعويض الفشل الحالي وحماية النفوذ الروسي في المنطقة.
وفي ظل انشغال روسيا على الجبهة الأوكرانية وتقدم المعارضة السورية، تبدو التحديات أمام موسكو متزايدة، وقد تكون للخسائر الروسية المحتملة في سوريا تداعيات كبيرة على استراتيجيتها في الشرق الأوسط وعلى قدرتها على فرض نفوذها الجيوسياسي في المنطقة.
المصدر: