سياسة

ما هو تكتيك “مفرمة اللحم” الذي تتبعه روسيا في أوكرانيا؟

استولت روسيا على نحو 2350 كيلومترًا مربعًا من الأراضي في شرق أوكرانيا وفي منطقة كورسك الغربية في روسيا واستعادتها، لكن التكلفة في الأرواح كانت فظيعة، وفقًا لوزارة الدفاع البريطانية.

تقول الوزارة إن روسيا تكبدت في نوفمبر الماضي 45680 ضحية، وهو عدد أكبر من أي شهر منذ غزوها الكامل في فبراير 2022.

 

الخسائر البشرية الروسية

بحسب أحدث تقديرات استخبارات الدفاع البريطانية، خسرت روسيا ما معدله 1523 رجلًا يوميًا بين قتيل وجريح، وفي 28 نوفمبر، يُقال إن روسيا فقدت أكثر من 2000 رجل في يوم واحد، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك.

وقال أحد المسؤولين، شريطة عدم الكشف عن هويته، لـBBC: “نحن نرى الروس يحققون المزيد من التقدم، ولكن بتكلفة باهظة”، موضحًا أن أرقام الضحايا استندت إلى مواد مفتوحة المصدر، وفي بعض الأحيان تم ربطها ببيانات سرية.

وفي المجمل، تشير التقديرات إلى أن روسيا خسرت نحو 125.800 جندي خلال هجماتها في الخريف، وفقًا لمعهد دراسة الحرب الذي يقع مقره في واشنطن.

 

تكتيك مفرمة اللحم

يقول معهد دراسة الحرب إن تكتيكات “مفرمة اللحم” التي تنتهجها روسيا تعني أن موسكو تخسر أكثر من 50 جنديًا لكل كيلومتر مربع من الأراضي التي تسيطر عليها.

ولا تسمح أوكرانيا بنشر أعداد خسائرها العسكرية، لذا لا توجد تقديرات رسمية تغطي الأشهر القليلة الماضية.

وتقول وزارة الدفاع الروسية إن أكثر من 38 ألف جندي أوكراني فُقدوا، قتلوا وجُرحوا في كورسك وحدها، وهو رقم من المستحيل التحقق منه.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقارير إعلامية أمريكية تشير إلى مقتل ما يصل إلى 80 ألف جندي أوكراني، قائلا إن العدد “أقل من ذلك بكثير”.. ولم يقدم رقمه الخاص.

لكن إذا نظرنا إلى أرقام الضحايا في روسيا وأوكرانيا مجتمعة، فإنها تشير إلى شدة القتال المرعب الدائر في كورسك والمناطق الشرقية من أوكرانيا، ولا يرى المسؤولون الغربيون أي مؤشر على تغير هذا الوضع.

 

استنزاف القوات الأوكرانية

قال أحد المصادر “من المرجح للغاية أن تواصل القوات الروسية محاولة استنزاف القوات الأوكرانية من خلال استخدام القوة للسيطرة على المواقع الدفاعية وتحقيق مكاسب تكتيكية”.

لقد زادت وتيرة التقدم الروسي في الأسابيع الأخيرة، رغم أنها لا تزال لا تقارن بسرعة تقدمها السريع في الأشهر الأولى من الحرب، ولم ينجم ذلك إلا عن تغيير كبير في نسبة نيران المدفعية بين الجانبين.

في الماضي كانت روسيا قادرة على إطلاق ما يصل إلى 13 قذيفة مقابل كل قذيفة تطلقها أوكرانيا، أما الآن فقد أصبحت النسبة نحو 1.5 إلى 1.

ويمكن تفسير هذا التحول الدراماتيكي جزئيًا من خلال زيادة الإنتاج المحلي، فضلًا عن الهجمات الأوكرانية الناجحة على مستودعات تحتوي على ذخيرة روسية وكورية شمالية.. لكن المدفعية، على أهميتها، لم تعد تلعب هذا الدور الحاسم.

وقال أحد المسؤولين الغربيين “الخبر السيئ هو أن هناك زيادة هائلة في استخدام القنابل الانزلاقية الروسية، مع ما يترتب على ذلك من آثار مدمرة على خط المواجهة”.

وقال المسؤول إن استخدام روسيا للقنابل الانزلاقية – التي تطلق من طائرات نفاثة تحلق داخل المجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا – زاد بمقدار 10 أضعاف خلال العام الماضي.

لقد أدت القنابل الانزلاقية والطائرات بدون طيار إلى تحويل الصراع، حيث يتسابق كل جانب إلى الابتكار.

“لقد وصلنا إلى النقطة التي جعلت فيها حرب الطائرات بدون طيار قوات المشاة عديمة الفائدة، إن لم تكن عفا عليها الزمن”.