أصدرت المحكمة الدستورية في رومانيا، اليوم الجمعة قرارًا بإلغاء نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، قبل أيام قليلة من إجراء الجولة الثانية.
وبموجب القرار تعود العملية الانتخابية للمربع صفر، إذ من المنتظر أن تحدد الحكومة موعدًا جديدًا لإعادة التصويت.
وانتهت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بفوز كالين جورجيسكو، وهو يميني متطرف غير معروف إلى حد كبير، وأحد المعارضين لحل الناتو والمحبين لفلاديمير بوتين.
ولكن لماذا تم إلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية؟
وفق ما نقلته وسائل الإعلام، فإن معلومات استخباراتية كشفت أن جورجيسكو حصل على دعم جماهيري من خلال المؤثرين عبر منصات التواصل الاجتماعي من خارج رومانيا، ساهمت في التأثير على نتيجة التصويت.
وفي أعقاب القرار طالب جورجيسكو من أنصاره التحلي بالصبر، مؤكدًا أنه لم يستسلم ما يوحي بأنه يفكر في الترشح مرة أخرى للانتخابات.
وقال رئيس الوزراء الروماني المنتهية ولايته مارسيل شيولاكو، إن قرار السلطات الرومانية جاء في وقته بعد أن أثبتت المعلومات الاستخباراتية التي جرى الإفصاح عنها أن العملية الانتخابية تعرضت للتلاعب.
وفي خطاب ألقاه مساء الجمعة، أكد الرئيس الحالي كلاوس يوهانيس أنه سيبقى في منصبه حتى انتخاب رئيس جديد.
وبموجب القانون الروماني، فإنه حال إلغاء الانتخابات لا بد من إعادتها في الأحد الثاني بعد تاريخ الإلغاء، وهو ما يوافق 22 ديسمبر الجاري.
ولكن قرار المحكمة ينص على ضرورة إعادة العملية الانتخابية منذ البداية وليس التصويت فقط، ما يعني أن الأمر سيبدأ من الحملات الانتخابية.
وكانت المحكمة طالبت طالبت بإعادة فرز الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت الأحد الماضي، بعد مزاعم تُفيد بان المرشح جورجيسكو حصل على دعم من منصات التواصل الاجتماعي ما أدى لصعوده المفاجئ.
واعتمد جورجيسكو – وهو راديكالي لا ينتمي لأي حزب – على تيك توك بشكل أساسي لقيادة حملته الانتخابية، وتقول المنصة إنه لم تتم معاملته بشكل خاص من خلالها.
وحصل جورجيسكو على 23% من الأصوات، مع 19% للمرشحة الثانية، إيلينا لاسكوني، من حزب “اتحاد إنقاذ رومانيا” المعارض، وتشيولاكو من الحزب الديمقراطي الاجتماعي الحاكم في المركز الثالث.
وقالت لاسكوني إن حكم المحكمة بمثابة انتهاك للديمقراطية، وأن قرارها يفتقد للقانونية، ويتجاهل إرادة 9 ملايين مواطن أدلوا بأصواتهم خلال الجولة الأولى.
الاتحاد الأوروبي يفتح تحقيقًا
بدوره، طالب الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، من تيك توك الحصول على المزيد من المعلومات حول ملفات المخابرات الرومانية التي تزعم بوجود تنسيق من قِبل روسيا للترويج لجورجيسكو.
وتستخدم السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة كتاب القواعد الرقمية الشامل الخاص بها للتدقيق في دور تطبيق مشاركة الفيديو في التصويت.
وقالت إن صعود جورجيسكو ليحصل على المركز الأول في نتيجة تصويت الانتخابات الرومانية مثير للدهشة.
وبحسب الملفات الاستخباراتية الرومانية التي جرى رفع السرية عنها، فإن روسيا استخدمت تطبيق تليجرام لتجنيد آلاف من مستخدمي تيك توك للترويج لجورجيسكو.
ولكن المعلومات الاستخباراتية لم تؤكد أن جورجيسكو كان على علم بتلك الحملة أو حتى شارك بها.
وهذه هي المرة الثانية التي تطلب فيها المفوضية من تيك توك معلومات منذ الجولة الأولى من التصويت في الانتخابات الرئاسية في 24 نوفمبر، وتأتي بعد يوم من إصدارها أمرًا للمنصة المملوكة للصين بالاحتفاظ بجميع الملفات والأدلة المتعلقة بالانتخابات
