اقتصاد

المطارات الأكثر ازدحامًا في العالم

مطارات مزدحمة

مع نهاية عام 2023، شهدت حركة الطيران العالمي عودة قوية نحو مستويات ما قبل الجائحة، حيث أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن مجلس المطارات الدولي (ACI) ملامح هذا التعافي الملموس.

وحققت مطارات مثل إسطنبول ودنفر ودالاس-فورت وورث قفزات نوعية في ترتيبها العالمي، بفضل زيادة حركة الركاب بنسبة 46% و13% و9% على التوالي مقارنة بعام 2019، ما يعكس تزايد الطلب على السفر الجوي، سواء الداخلي أو الدولي.

أمريكا في الصدارة

على رأس القائمة، ما تزال مطارات الولايات المتحدة تهيمن بشكل لافت، إذ تضم أربعة من أصل ثمانية مطارات مصنفة كالأكثر ازدحامًا.

وفي المقدمة، يحافظ مطار أتلانتا هارتسفيلد جاكسون على عرشه كأكثر المطارات ازدحامًا في العالم، بخدمة نحو 105 ملايين مسافر خلال العام الماضي، ورغم هذا الرقم الهائل، فإنه يمثل انخفاضًا طفيفًا بنسبة 5% عن أرقام ما قبل الجائحة، وهو ما يشير إلى تحديات لا تزال تؤثر على قطاع الطيران في بعض المناطق.

أما مطار دبي الدولي، فواصل تعزيز موقعه في المرتبة الثانية بزيادة طفيفة بلغت 1% عن مستويات 2019، ليصبح أبرز مركز لحركة الطيران الدولية.

وفي المقابل، عانت مطارات مثل لندن هيثرو وهانيدا في اليابان من تراجع بنسبتي 2% و8% على التوالي، مما يعكس تفاوتًا في وتيرة التعافي بين الأسواق العالمية.

وفقًا لتوقعات محللي مجلس المطارات الدولي، بلغت أعداد الركاب لعام 2023 نحو 94.3% من مستويات عام 2019، مع توقعات بارتفاعها إلى 104% في عام 2024، وصولًا إلى 129% بحلول عام 2029.

وعلى الصعيد العالمي، سجل إجمالي عدد المسافرين 8.7 مليار راكب في 2023، مقارنة بـ 6.7 مليار فقط في العام السابق، مع حصة تصل إلى 59% للرحلات الداخلية. وبحلول عام 2025، يُتوقع أن يتجاوز حجم الركاب حاجز العشرة مليارات للمرة الأولى.

أما بالنسبة لجمعية النقل الجوي الدولية «IATA»، فقدمت صورة أكثر تحفظًا استنادًا إلى منهجية مختلفة، حيث قدرت عدد الركاب المجدولين في 2023 بنحو 4.5 مليار، مع توقع زيادة بنحو نصف مليار في عام 2024.

ووفقًا لكاليوب لازاري، كبيرة المختصين في الاتصالات بالجمعية، فإن هذه التقديرات تشمل حركة الطيران المحلية والدولية، بالإضافة إلى الرحلات المتصلة.

وتُظهر هذه الأرقام، رغم تنوع مصادرها، أن صناعة الطيران العالمي تقف الآن على أعتاب مرحلة انتعاش تاريخية، مدفوعة بالطلب المتزايد على السفر وشغف العالم بالعودة إلى أجواء التنقل بعد سنوات من القيود. ورغم التحديات، فإن المستقبل يبدو واعدًا لهذه الصناعة التي تمثل شريانًا حيويًا للاقتصاد العالمي.