على الرغم من هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية، إلا أنهم حتى الآن غير متفقين على خطورة مشكلتهم، فيما يجهل البعض منهم وجود مشكلة في الحزب من الأساس.
ويرى الديمقراطيون أن خسارة الانتخابات كانت نتيجة حتمية للغضب الشعبي من مرشحي حزبهم بسبب تصاعد التضخم خلال ولاية بايدن.
ولكن في نفس الوقت يرى البعض الآخر أن الحزب الديمقراطي يواجه أزمة حادة تتطلب إصلاحات عاجلة لإعادة تحسين صورته.
أراء متضاربة بين الديمقراطيين
كان ترامب حقق فوزًا في السباق الانتخابي باكتساح الولايات المتأرجحة، ليكون أول رئيس يفوز بالتصويت الشعبي منذ فوز جورج دبليو بوش في عام 2004.
ورغم ذلك صوّت نحو نصف الناخبين ضد ترامب، ليفوز بنسبة 1.6 نقطة مئوية فقط، فيما فاز في الولايات السبع المتأرجحة الكبرى بنحو 760 ألف صوت مجتمعة من أكثر من 151 مليون صوت تم الإدلاء بها على مستوى البلاد.
ويقول حاكم ولاية كولورادو، غاريد بوليس، والذي يتولى قيادة مجموعة تسمى “الحكام يحمون الديمقراطية”، إن النتائج بين ترامب وهاريس كانت متقاربة، وأن النجاح كان وشيكًا إذا حصلوا على 2 أو3% من أصوات الناخبين.
ومن جانبه، يرى رئيس حزب العمال والمزارعين الديمقراطيين في ولاية مينيسوتا والمرشح لقيادة اللجنة الوطنية الديمقراطية العام المقبل، كين مارتن، فإن خسارة الانتخابات دليلًا قويًا على ضعف الحزب الديمقراطي.
وأشار مارتن إلى أن شعبية الحزب تراجعت بسبب شعور الناخبين بأنه لا يسعى لمصلحتهم، ولم يتبقى من هذه القاعدة الشعبية سوى الأسر الغنية والحاصلين على تعليم جامعي.
مرحلة حرجة
تأتي تلك النقاشات حول قوى الحزب الديمقراطي في مرحلة حرجة، إذ من المقرر أن يتولى ترامب السلطة في 20 يناير المقبل، وهي ولاية سيبدأ خلالها تنفيذ أجندة مانت محاورها داعمًا قويًا لفوزه في انتخابات الرئاسة.
ومن بين الخطط التي ينوي ترامب تنفيذها هي عمليات الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين، وإصلاح الوزارات الفيدرالية للصحة والتعليم والعدل.
كما ينوي ترامب فرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات تهدد بإجهاد الاقتصاد الأميركي والتحالفات الدولية.
وفي حين أن الحزب الديمقراطي بقلة عدده وانقساماته يقف بصفته المقاومة الوحيدة لخطط ونوايا ترامب، إلا أنه لا يملك استراتيجية واضحة المعالم للمشكلات السياسية والاقتصادية التي تحتاج إلى إصلاح.
وحاليًا يسعى الديمقراطيون لتحليل أسباب خسارتهم للانتخابات في محاولة لفهم ما حدث، ولكنهم يعملون في مجموعات منفصلة وهو ما يثير المخاوف من خروج توصيات متعارضة لن تحقق غاياتها.
ومن المقرر أن تكشف منظمة “أولويات الولايات المتحدة”، إحدى لجان العمل السياسي الرائدة في الحزب الديمقراطي، عن نتائجها بعد الانتخابات هذا الأسبوع.
ومن بينما التوصيات المتوقعة للمنظمة هو أنها ستحث الديمقراطيين على الاستماع إلى الناخبين بنفسهم، بدلًا من الاعتماد على استطلاعات الرأي.
وتأتي أغلب الأصوات التي تنادي بالتغيير في الحزب الديمقراطي من الجناح اليساري والمتطرف، وغالبًا ما يتجاهل المؤسسون الذين يسيطرون على الحزب ورسائله واستراتيجيته.
وقال الاستراتيجي الديمقراطي وليد شهيد، المتحدث السابق باسم الديمقراطيين من أجل العدالة ومجموعة “غير ملتزمين” التي انتقدت ترشيح جو بايدن في الانتخابات التمهيدية، إن خسارة هاريس كشفت أن الحزب “لديه مشكلة كبيرة مع نزف الناخبين من الطبقة العاملة ومنخفضي المعلومات وغير الجامعيين”.
وأشار شهيد إلى أن العديد من قادة الحزب يشعرون بالضياع، وليس لديهم القدرة على تحقيق التوحد أو التحالف الذين يسعون إليه.