أصدر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قرارًا بالعفو عن الجرائم التي ارتكبها نجله “هانتر”، تتعلق بالتأخر عن سداد الضرائب، وحمل السلاح دون إنهاء الإجراءات القانونية، فيما اقترنت الاتهامات بتعاطي المخدرات.
وتضاف هذه الواقعة إلى سلسلة طويلة من حالات العفو الرئاسي عن المحكوم عليها في قضايا جنائية بالولايات المتحدة، نستعرض أبرزهم في هذا التقرير.
باتي هيرست
شهد عام 1974، اختطاف حفيدة أحد أشهر رجال الصحافة في أمريكا، ويليام راندولف هيرست، واحتجزتها جماعة حرب عصابات متطرفة تطلق على نفسها اسم جيش التحرير السيمبيوني مقابل فدية.
بدأت الوريثة البالغة من العمر 19 عامًا محنتها كرهينة، ثم أعلنت أنها انضمت طواعية إلى صفوف خاطفيها، واتخذت اسم “تانيا” لنفسها وشاركت في السطو على بنك.
أمضت “هيرست” أكثر من عام هاربة قبل أن يتم القبض عليها في عملية تفتيش أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي في سبتمبر 1975.
وزعم محامو هيرست أنها تعرضت لغسيل دماغ وإساءة معاملة أثناء أسرها، لكن هذا لم يكن كافيًا لتجنب الحكم عليها بالسجن لمدة سبع سنوات بتهمة السطو على بنك.
وحكم الرئيس جيمي كارتر بأن العقوبة قاسية للغاية وخفف حكم السجن الصادر بحق هيرست بعد أن قضت 22 شهرًا فقط خلف القضبان، وبناء على إلحاح كارتر، أصدر الرئيس بيل كلينتون عفوًا كاملاً عنها في عام 2001.
ريتشارد نيكسون
استقال ريتشارد نيكسون من منصبه كرئيس للولايات المتحدة في أغسطس 1974 وسط اتهامات بالفساد فيما يتعلق بفضيحة “ووترجيت”.
وفي حين كان هناك احتمال أن يتم محاكمة نيكسون وحتى سجنه، فقد منحه الرئيس الجديد جيرالد فورد عفوًا كاملاً بعد أسابيع فقط من تنحيه.
جاء عرض فورد بالعفو قبل أن يتم اتهام نيكسون رسميًا بأي جرائم، وشمل جميع الجرائم الفيدرالية التي “ارتكبها الرئيس السابق أو ربما ارتكبها أو شارك فيها” خلال فترة ولايته.
جيمي هوفا
كان جيمس هوفا أحد أشهر زعماء العمال في القرن العشرين، وكان أيضًا من المستفيدين من عفو رئاسي مثير للجدل.
بصفته رئيسًا لاتحاد سائقي الشاحنات، حقق هوفا العديد من الانتصارات الحاسمة للعمال بما في ذلك تأمين عقد نقل وطني في عام 1964.
في نفس العام، وبعد سلسلة من التحقيقات الحكومية في ممارسات اتحاد سائقي الشاحنات، أدين هوفا في محاكمتين منفصلتين شهدتا الحكم عليه بالسجن 8 سنوات بتهمة التلاعب بهيئة المحلفين و5 سنوات بتهمة الاحتيال في البريد واستخدامه غير اللائق لصندوق سائقي الشاحنات.
دخل هوفا السجن في عام 1967، لكنه لم يمض سوى بضع سنوات قبل أن يخفف الرئيس ريتشارد نيكسون عقوبته.
يوجين ديبس
حصل السياسي الاشتراكي يوجين ديبس على ما يقرب من مليون صوت في الانتخابات الرئاسية لعام 1920، على الرغم من أنه أجرى حملته من داخل زنزانة السجن.
ألقت الشرطة القبض على “ديبس” في عام 1918 بعد أن ألقى خطابًا يشكك في تورط الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى ويشجع على مقاومة التجنيد العسكري.
وبتهمة التحريض على الفتنة وانتهاك قانون التجسس، حُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات وحرمانه من حق التصويت مدى الحياة.
أمضى ديبس بقية الحرب العالمية الأولى في السجن، حيث قام بمحاولته الخامسة والأخيرة للوصول إلى البيت الأبيض.
وبعد أكثر من عامين خلف القضبان، أُطلق سراح ديبس في عام 1921 بأمر من الرئيس وارن جي هاردينج.
فيتز جون بورتر
في عام 1868، حصل جميع جنود عهد الولايات الكونفدرالية الأمريكية السابقين على عفو رئاسي، لكن الأمر استغرق 18 عامًا أخرى قبل تبرئة الجنرال الأمريكي فيتز جون بورتر من دوره في الحرب الأهلية.
كان بورتر جنديًا محترفًا، وقد أهين بسبب خسارته في معركة بول ران الثانية عام 1862.
اتهم القضاء “بورتر” بأنه كان بطيئًا في الرد على الأوامر من اللواء جون بوب ثم أُجبر على شن هجوم سيئ التخطيط أدى إلى خسائر فادحة لفيلقه.
صدر الأمر بتبرئته في عام 1879، وقد منحه العفو الكامل الرئيس جروفر كليفلاند.
بريغهام يونغ
خالف بريغهام يونغ القانون الفيدرالي الأمريكي في منتصف ثمانينيات القرن الماضي.
تخوف الرئيس جيمس بوكانات أن يحول “يونغ” ولاية يوتا إلى دولة دينية، فأرسل إليه حملة عسكرية في عام 1857.
شارك أتباع يونغ في مواجهة استمرت لمدة عام مع جيش الولايات المتحدة في ما أصبح يُعرف بحرب يوتا.
حصل يونغ وأتباعه لاحقًا على عفو كامل من الرئيس جيمس بوكانان كجزء من تسوية سلام مع الحكومة الفيدرالية.
المصادر: