على مدار التاريخ، شهدت العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي ترابطًا وثيقًا يسيطر عليه التفاهم والتوافق في الرؤى والمواقف.
وبناءً على ذلك، تقرر تأسيس مجلس التعاون الخليجي، ليجمع دول الخليج تحت مظلة واحدة تقودها أهداف موحدة تخدم تحقيق الاستقرار الأمني والازدهار ورفاهية الشعوب.
ومنذ تشكيل المجلس، انعقدت 44 قمة خليجية، شدد خلالها القادة على ضرورة تعزيز دور المجلس وتعضيد مسيرته بهدف الحفاظ على المكتسبات وتحقيق طموحات مواطنيه عن طريق المزيد من الإنجازات.
دور المملكة في تعزيز التكامل بين دول المجلس
لعبت المملكة منذ نشأة مجلس دول التعاون الخليجي دورًا فعالًا في تحقيق التكامل بين دول المجلس، من خلال رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
كما ساهمت الرؤية في تحديد أولويات العمل الخليجي المشترك، عبر منظومة خليجية راسخة تتسم بالفعالية والكفاءة، وتسهم في الحفاظ على الاستقرار والسلم الإقليمي والعالمي، وتعزيز المكانة الدولية للمجلس، وإنجاز الشـراكات الاستراتيجية والاقتصادية التي تعود بالنفع على مواطني دول الخليج وعلى المنطقة.
وساهمت المملكة انطلاقًا من هذا الدور القائم على ريو خادم الحرمين الشريفين، في إنجاح الرئاسة القطرية لأعمال الدورة الـ44 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، حرصًا من المملكة على تفعيل الشراكة مع دول الخليج بما يحقق أولويات العمل الخليجي المشترك.
وبالتماشي مع رؤية خادم الحرمين الشريفين، عمل مجلس التعاون لدول الخليج العربية على تطوير وتعزيز الحوارات والعلاقات والشراكات الاستراتيجية مع كبرى دول العالم.
واستهدف هذا التعاون تعزيز العلاقات معها، وفتح آفاق جديدة لتوسيع مصالح دول الخليج في جميع المجالات، حيث يُجري المجلس حوارات منتظمة مع نحو 16 دولة ومنظمة إقليمية، أبرزها الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، والهند، والبرازيل، والاتحاد الأوروبي، ورابطة دول الآسيان.
الشراكات بين دول الخليج
منذ نشأة مجلس دول التعاون الخليجي، نفذ عدة مشروعات خليجية مشتركة تسهم في الاقتصاد الخليجي، والتنمية المجتمعية، ورفع جودة حياة شعوب دول المجلس.
ومن أبرز المشروعات: الربط الكهربائي، والموافقة على إنشاء هيئة السكك الحديدية، لربط الدول الأعضاء، وتسهيل الحركة التجارية وتنقل السكان، وإنشاء شركة المدفوعات الخليجية.
كما شملت المشروعات: الربط بين البنوك المركزية الخليجية، وإنشاء وتطوير المجلس الصحي الخليجي، والمركز الخليجي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، وإصدار القوانين الموحدة المتعلقة بسلامة الأغذية، وغيرها من المشروعات.
وخلال العام الحالي 2024، شهدت الشراكات الدولية لدول المجلس تطورات مهمة مع الدول الأخرى والمنظمات الإقليمية.
ومن أهم تلك التطورات هو انعقاد القمة الخليجية الأوروبية الأولى، بالإضافة إل الاجتماعات وزارية والحوارات الاستراتيجية بين دول المجلس وكل من الولايات المتحدة، وروسيا، والهند، والبرازيل، وتركيا، ودول آسيا الوسطى.
ذلك إلى جانب الاجتماع الوزاري غير الرسمي بين وزراء دول الخليج ووزير الخارجية الإيراني.
الموقف من القضية الفلسطينية
وتعمل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على تعزيز جهودها في تنفيذ قرارات القمة العربية الإسلامية غير العادية التي استضافتها المملكة.
وخلال تلك القمة تم تجديد الموقف العربي والإسلامي الموحد في التصدي للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ولبنان، والعمل على إنهاء تداعياته الإنسانية الكارثية على المدنيين.
كما شددت القمة على حماية حقوق الشعب الفلسطيني، ومواصلة التحرك، بالتنسيق مع المجتمع الدولي، لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وانطلاقًا من هداف المجلس التي قام عليها في عام 1981، عبر قادة دول مجلس التعاون الخليجي خلال القمة الأخيرة في الدوحة في ديسمبر 2023 الماضي، عن قلقهم واستيائهم من العدوان الإسرائيلي السافر ضد الشعب الفلسطيني.
وأدان القادة تصاعد أعمال العنف والقصف العشوائي الذي تقوم بها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، والتهجير القسري للسكان المدنيين، وتدمير المنشآت المدنية والبنى التحتية، بما فيها المباني السكنية والمدارس والمنشآت الصحية ودور العبادة في مخالفة صريحة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وتوافق المجلس على موقف واحد من القضية الفلسطينية وهو ضرورة إنهاء الاحتلال ودعم سيادة الشعب الفلسطيني وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.
مسيرة مجلس التعاون الخليجي
كانت بداية المجلس في عام 1981، وانعقدت خلال هذا العام أول قمة في دولة الإمارات، وتم التوافق على اختيار مدينة الرياض مقرًا دائمًا للمجلس.
وتم تشكيل لجان متخصصة تهدف إلى تطوير التعاون وتحقيق التنسيق والتكامل والترابط، وإنشاء المشاريع المشتركة، بما يخدم مصالح الدول الأعضاء.
واستضافت المملكة في نوفمبر 1981م أعمال الدورة الثانية للمجلس، التي استعرضت الوضع السياسي والاقتصادي والأمني في منطقة الخليج آنذاك.
وأقر المجلس في نوفمبر 1982م خلال انعقاد دورته الثالثة بدولة البحرين توصيات وزراء الدفاع؛ الهادفة إلى بناء القوة الذاتية للدول الأعضاء والتنسيق بينها بما يحقق اعتماد دول المنطقة على نفسها في حماية أمنها والحفاظ على استقرارها.
وعقدت الدورة الرابعة في قطر في نوفمبر 1983م، واستعرض خلالها المجلس الأعلى الروابط السياسية والاقتصادية والتنسيق في الشؤون الدفاعية بين الدول الأعضاء.
وفي نوفمبر 1984، عقد المجلس دورته الخامسة في دولة الكويت، وفي 3 نوفمبر 1985م صادق المجلس في دورته السادسة التي عقدت بسلطنة عُمان، على السياسة الزراعية لدول المجلس، والاستراتيجية الموحدة للتنمية الصناعية، وأهداف ووسائل التربية والتعليم، والسياسات والمبادئ العامة لحماية البيئة، ووافق على التصور الاستراتيجي للتعاون الدفاعي بين دول المجلس.
وتوالى انعقاد دورات المجلس وصولًا إلى القمة الـ45 التي تنعقد اليوم في الكويت.
نظرة على تاريخ انعقاد دورات مجلس التعاون الخليجي ومكانها
الدورة السابعة – الإمارات – نوفمبر 1986.
الدورة الثامنة – السعودية – ديسمبر 1987.
الدورة التاسعة – البحرين – ديسمبر 1988.
الدورة العاشرة – سلطنة عمان – ديسمبر 1989.
الدولة الـ11 – قطر – ديسمبر 1990.
الدورة الـ12 – الكويت – 1991.
الدورة الـ13 – الإمارات – 1992.
الدورة الـ14 – السعودية – 1993.
الدورة الـ15 – البحرين – 1994.
الدورة الـ16 – سلطنة عمان ديسمبر 1995.
الدورة الـ17 – قطر – 1996.
الدورة الـ18 – الكويت – 1997.
الدورة الـ19 الإمارات – 1998.
الدورة الـ20 – الرياض – نوفمبر 1999.
القمة الـ21 – المنامة – ديسمبر 2000.
القمة الـ22 – سلطنة عمان – ديسمبر 2001.
القمة الـ23 – قطر – ديسمبر 2002.
القمة الـ24 – الكويت – 2003.
القمة الـ25 – البحرين – 2004.
الدورة الـ26 – الإمارات – 2005.
القمة الـ27 – الرياض – 2006.
القمة الـ28 – قطر – 2007.
القمة الـ29 – مسقط – 2008.
القمة الـ30 – الكويت – 2009.
الدورة الـ31 – الإمارات – 2010.
الدورة الـ32 – الرياض – 2011.
الدورة الـ33 – البحرين – 2012.
الدورة الـ34 – الكويت – 2013.
الدورة الـ35 – الدوحة – 2014.
الدورة الـ36 – الرياض – 2015.
الدورة الـ37 – البحرين – 2016.
الدورة الـ38 – الكويت – 2017.
الدورة الـ39 – الرياض – 2018.
الدورة الـ40 – الرياض – 2019.
الدورة الـ42 – الرياض – 2021.
الدورة الـ43 – الرياض – 2022.
الدورة الـ44 – قطر – 2023.