كل شتاء، تواجه نيودلهي، الهند، واحدة من أسوأ موجات تلوث الهواء في العالم. هذه الأزمة تؤدي إلى تعطيل الحياة اليومية، بدءًا من إغلاق المدارس إلى تقييد حركة المرور. ما الذي يجعل هواء المدينة بهذا السوء؟ وكيف تتأثر مدن أخرى حول العالم بمشاكل مماثلة؟

أسباب تفاقم تلوث الهواء في نيودلهي

حرق مخلفات المحاصيل

يُعتبر حرق مخلفات المحاصيل في شمال الهند السبب الرئيسي لأزمة التلوث في نيودلهي. خلال فصل الشتاء، يحرق المزارعون بقايا محاصيلهم، ما يؤدي إلى انبعاث كميات ضخمة من الدخان. تنخفض درجات الحرارة خلال هذه الفترة، مما يحبس الهواء الملوث في طبقات الجو القريبة من الأرض. الرياح تحمل هذا الدخان إلى نيودلهي، مما يزيد من كثافة الضباب الدخاني.

انبعاثات السيارات

يبلغ عدد السيارات الخاصة المسجلة في نيودلهي أكثر من مليوني سيارة، بالإضافة إلى مئات الآلاف من سيارات الأجرة. تُعد الانبعاثات الناتجة عن هذه المركبات أحد العوامل الرئيسية لتدهور جودة الهواء. البنية التحتية المكتظة تزيد من زحام المرور وبالتالي تزيد من التلوث.

مستويات AQI المرتفعة

مؤشر جودة الهواء (AQI) في نيودلهي يصل إلى 429، وهو أكثر بـ58 مرة من معايير منظمة الصحة العالمية. المستويات من 201 إلى 300 تُعتبر “غير صحية للغاية”. عندما يتجاوز المؤشر 301، يُصنف الهواء على أنه “خطر” ويهدد الصحة العامة بشكل مباشر.

أسوأ المدن عالميًا في تلوث الهواء

لاهور، باكستان (المرتبة 2)

تأتي لاهور في المرتبة الثانية بمؤشر جودة هواء 395. تُعاني المدينة من مشاكل مشابهة، تشمل حرق المحاصيل، والانبعاثات الصناعية، وعوادم السيارات.

القاهرة، مصر (المرتبة 3)

القاهرة تواجه مزيجًا من الانبعاثات الصناعية والتلوث الناتج عن وسائل النقل، إضافة إلى الغبار القادم من الصحراء. مؤشر AQI فيها يبلغ 285.

مدن أخرى تعاني من التلوث

كراتشي، باكستان: AQI عند 200 بسبب المزيج بين انبعاثات النقل والتلوث الصناعي.

سراييفو، البوسنة والهرسك: تقع المدينة في وادٍ محاط بالجبال، ما يحبس الملوثات ويزيد من كثافتها.

دكا، بنغلاديش: AQI عند 154، نتيجة للتوسع العمراني السريع والانبعاثات غير المُنظمة.

تأثير الجغرافيا على التلوث

الموقع الجغرافي يلعب دورًا كبيرًا في تفاقم التلوث:

المدن المحاطة بالجبال مثل سراييفو تُعاني من حبس الملوثات.

المدن القريبة من الصحاري، مثل القاهرة، تتأثر بالعواصف الترابية.

خاتمة

التلوث الهوائي أزمة عالمية تؤثر على الصحة العامة والبيئة. من نيودلهي إلى القاهرة، تتشابه الأسباب مع اختلاف الظروف الجغرافية. تتطلب هذه الأزمة حلولًا شاملة تشمل تقليل الانبعاثات وتبني ممارسات بيئية مستدامة. الوقت حان للعمل الجماعي لإنقاذ المدن من سماء ملوثة.