في تطور لافت على الساحة الدولية، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عن ترشيح الجنرال كيث كيلوج ليكون مبعوثه الخاص إلى أوكرانيا وروسيا.
وعبر ترامب في منشور على قناته على موقع “تروث سوشيال”، عن سروره بهذا التعيين، مشيرًا إلى أن كيلوج سيعمل على ضمان السلام من خلال القوة، ويجعل أمريكا والعالم أكثر أمانًا، لكن المحللون يرون أن هذه الخطوة تأتي مع خطة دبلوماسية مثيرة للجدل قد تكون موضع استفادة كبيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتن.
خطة كيلوج
عرض كيث كيلوج المستشار السابق للأمن القومي لترامب، في مقال له نشر في أبريل 2023، تفاصيل خطته للسلام في أوكرانيا.
يرى كيلوج أن الحرب في أوكرانيا هي “أزمة يمكن تجنبها”، وأن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن قد تسببت في تعقيد الوضع من خلال سياساتها غير الكفؤة، مما جر الولايات المتحدة إلى صراع طويل الأمد مع روسيا.
تتمثل فكرة كيلوج الرئيسية في أن الحل يكمن في وقف إطلاق النار وتجميد خطوط المواجهة، مما يدفع الأطراف المتحاربة إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، ومع ذلك، فإن هذه المبادرة تثير تساؤلات عديدة حول ما إذا كانت ستحقق السلام بشكل حقيقي، أم ستسمح لروسيا بالاستفادة من هذه الهدنة.
نقد دور الولايات المتحدة ومشاركة حلفائها
يركز كيلوج في خطته على دور الولايات المتحدة الذي يجب أن يتغير، فهو ينتقد الإدارة الحالية، قائلاً إن المساعدات العسكرية التي قدمتها أمريكا لأوكرانيا جاءت متأخرة للغاية ولم تكن كافية لحسم المعركة.
ويقترح أن الولايات المتحدة ينبغي أن تركز على تسليح أوكرانيا بما يكفي لتثبيت الوضع العسكري على الأرض، ولكن دون التورط في صراع طويل الأمد مع روسيا.
وفي الوقت ذاته، يرفض كيلوج فكرة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشيرًا إلى أن هذا الاحتمال يجب أن يُعلق إلى أجل غير مسمى مقابل اتفاق سلام شامل مع ضمانات أمنية لأوكرانيا.
التحديات التي تواجه الخطة
تبدأ خطة كيلوج بتجميد خطوط المواجهة من خلال وقف إطلاق النار، ومن ثم فرض منطقة منزوعة السلاح بين القوات الأوكرانية والروسية.
وفي مقابل ذلك، ستتلقى روسيا تخفيفًا محدودًا للعقوبات الاقتصادية، بينما ستظل العقوبات كاملة حتى توقيع اتفاق سلام شامل.
كما أن أحد مقترحاته المثيرة للجدل هو فرض ضريبة على صادرات الطاقة الروسية لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا.
وفي هذا السياق أكد العديد من الخبراء أن هذه الخطة قد تصب في مصلحة روسيا، فعند تجميد الوضع الحالي، ستكون روسيا قادرة على تعزيز موقفها العسكري في مناطق واسعة من أوكرانيا، في وقت تواجه فيه كييف تحديات كبيرة على الجبهات المختلفة.
كما أن فكرة إنشاء منطقة منزوعة السلاح، والتي قد تتطلب نشر قوات دولية، هي خطة صعبة التنفيذ على الأرض، حيث ستكون بحاجة إلى موارد ضخمة لضمان تطبيقها.
خطة قد تفيد روسيا
بالرغم من أن كيلوج يروج لفكرته باعتبارها وسيلة لوضع حد للنزاع الأوكراني، إلا أن بعض المحللين يرون أن هذه الخطة قد توفر فرصة لروسيا لإعادة ترتيب أوراقها على الأرض، فبوتن، الذي يتقن استغلال الأزمات لصالحه، قد يرى في وقف إطلاق النار فرصة لزيادة نفوذه في المناطق التي يسيطر عليها حاليًا، دون أن يتحمل المزيد من الخسائر العسكرية.
ومع تحلل الدعم الغربي بمرور الوقت، قد تصبح أوكرانيا في موقف أضعف، مما يتيح لروسيا فرصة أكبر لفرض تسوية لا تعكس مصالح كييف بالكامل.
المخاطر المستقبلية على أوكرانيا
يبدو أن كيلوج، في طرحه، يتجاهل بعض المخاطر المحتملة التي قد تترتب على هذه التسوية، فروسيا قد تواصل محاولاتها التوسع العسكري في أوكرانيا حتى في ظل وقف إطلاق النار، وهو ما حدث في الماضي حيث تجاهل الكرملين اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة لصالح تحقيق أهدافه الإقليمية. إضافة إلى ذلك، قد تؤدي هذه الخطة إلى تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا، وهو ما يعني أن كييف قد تجد نفسها في موقف ضعيف للغاية أمام ضغوط روسية متزايدة.
المصدر: