سياسة

لماذا تضع الرسوم الجمركية المرتقبة وعود ترامب الانتخابية على المحك؟

شدد الخبراء على أن القرار سيؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، الملابس، السيارات، وهو ما يتعارض مع وعوده الانتخابية بتخفيف الأعباء المالية على الأسر الأميركية

أكد الخبراء الاقتصاديون أن تنفيذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات من المكسيك وكندا، سيكون له تأثير سلبي كبير على الاقتصاد الأميركي.

وشدد الخبراء على أن القرار سيؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، الملابس، السيارات، وهو ما يتعارض مع وعوده الانتخابية بتخفيف الأعباء المالية على الأسر الأميركية.

ارتفاع الأسعار وإثقال كاهل المستهلكين

يرى خبراء الاقتصاد أن الشركات الأميركية ستضطر إلى تمرير التكاليف الإضافية الناتجة عن الرسوم الجمركية إلى المستهلكين، وبذلك، سترتفع أسعار السلع الأساسية مثل الفواكه والخضروات، التي تُعد المكسيك وكندا من أبرز مصدريها.

يذكر أن المكسيك شكّلت المكسيك 51% من إجمالي الفواكه الطازجة المستوردة في عام 2022، بينما زودت كندا الولايات المتحدة بـ20% من الخضروات الطازجة.

تأثير مباشر على صناعة السيارات

سيكون قطاع السيارات من أكثر القطاعات تضررًا، إذ تُشير الإحصاءات إلى أن 15% من السيارات الجديدة المباعة في الولايات المتحدة عام 2023 كانت مستوردة من المكسيك، بينما جاء 8% منها من كندا.

ويرجح خبراء أن يؤدي فرض الرسوم الجمركية إلى زيادة متوسط أسعار السيارات، الذي يبلغ حاليًا نحو 48,000 دولار، ما يضعها خارج متناول العديد من الأميركيين.

ومن جانبه أكد المحلل الاقتصادي دانييل رويسكا أن الرسوم الجمركية ستكون “كارثة” على قطاع السيارات، مشيرًا إلى أنها قد تؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل يعوق استمرار الصناعة.

وقد انعكس حديث ترامب عن تلك الرسوم على انخفاض أسهم شركات مثل “جنرال موتورز” و”ستيلانتس” بأكثر من 8% و5% على التوالي.

تعليق المكسيك وكندا

تهديدات ترامب تأتي في وقت تُظهر فيه الإحصاءات انخفاضًا في عمليات العبور غير القانوني للحدود المكسيكية، مع ارتفاع مماثل على الحدود الكندية، وعلى الرغم من ذلك، يبقى تهريب المواد المخدرة مثل الفنتانيل قضية شائكة، حيث تُهرَّب كميات كبيرة منها عبر المكسيك إلى الولايات المتحدة.

على الجانب الكندي، أكد رئيس الوزراء جاستن ترودو أن الحوار مع الولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى حلول بنّاءة، فيما أبدت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم استعدادها لمناقشة القضايا، لكنها شددت على أن المخدرات تمثل مشكلة أميركية بالدرجة الأولى.

مخاوف طويلة الأمد

على المدى البعيد، يحذر خبراء من أن فرض الرسوم الجمركية قد يجعل الولايات المتحدة شريكًا غير مستقر في التجارة الدولية.

وفي السياق ذاته أشارت ماري لوفلي، الزميلة بمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، إلى أن الغموض الذي يحيط بقرارات كهذه قد يدفع الشركات العالمية إلى نقل أنشطتها خارج الولايات المتحدة لتجنب المخاطر.

ردود الفعل المتوقعة

قد تواجه الولايات المتحدة ردود فعل انتقامية من كندا والمكسيك، تشمل فرض رسوم جمركية على الصادرات الأميركية، مما يعمّق الأزمة.

ومن جانبها، ستحاول الشركات الأميركية الضغط على الإدارة الأميركية للحصول على إعفاءات من هذه الرسوم، خاصة تلك التي تعتمد على استيراد المواد الخام والمكونات من المكسيك وكندا.

رسائل متضاربة وأهداف تفاوضية

يعتقد محللون أن تهديد ترامب بفرض الرسوم قد يكون تكتيكًا تفاوضيًا لإجبار كندا والمكسيك على تقديم تنازلات.

ومع ذلك، فإن التنفيذ الفعلي لهذه الرسوم قد يضر بالاقتصاد الأميركي بشكل كبير، مما يجعل تحقيق أهداف ترامب الاقتصادية أمرًا صعبًا.

المصدر:

AP