تواجه الصحافة التقليدية تحديات غير مسبوقة تهدد بقاءها في عصر الثورة الرقمية، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي اللاعب الرئيسي في نقل الأخبار والمعلومات.
بفضل انتشار المنصات مثل X وInstagram وFacebook، تضاءلت قوة المؤسسات الإعلامية الكبرى لصالح المؤثرين والخوارزميات التي تتحكم في المحتوى المقدم للجماهير.
أدى هذا التحول إلى تقليص عائدات الإعلانات، وتراجع الثقة بالمصادر التقليدية، وزيادة الاعتماد على الأخبار السريعة التي تفتقر أحيانًا للدقة.
ومع تصاعد دور وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات لنقل الأخبار، ظهرت تساؤلات عديدة حول النزاهة والمصداقية في الإعلام الحديث، وما إذا كانت الصحافة التقليدية قادرة على التكيف مع هذه الحقبة الجديدة قبل أن تصبح جزءًا من الماضي.
“أنتم الإعلام الآن”.. بداية زوبعة إعلامية
أثارت عبارة “أنتم الإعلام الآن” التي أطلقها الملياردير إيلون ماسك، مالك منصة X (تويتر سابقًا)، جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والصحافة التقليدية.
جاءت العبارة مع إعلانه عن حقبة جديدة تعيد تشكيل المشهد الإعلامي، حيث تهيمن وسائل التواصل الاجتماعي على الخطاب، بفضل سيطرة المؤثرين والخوارزميات والتفاعل الرقمي واسع النطاق.
قرار The Guardian اعتراض على “بيئة سامة”
بعد عامين من قيادة ماسك لمنصة X، بدأت رؤيته تظهر بوضوح، في 13 نوفمبر 2024، أعلنت صحيفة The Guardian البريطانية، التي تمتلك قاعدة جماهيرية تضم 10.8 مليون متابع، تعليق أنشطتها على المنصة.
بررت الصحيفة هذا القرار بأن البيئة الإعلامية على X أصبحت “سامة”، مشيرة إلى استخدام ماسك لمنصته للتأثير على الخطاب السياسي في الحملة الانتخابية الأمريكية.
ردود أفعال دولية
لم يكن قرار The Guardian فرديًا، حيث تبعتها صحف سويدية وإسبانية وفقًا لتقرير نشرته صحيفة Le Monde الفرنسية.
تكشف هذه الخطوات عن تحدٍ عالمي تواجهه الصحافة التقليدية في ظل تصاعد نفوذ وسائل التواصل الاجتماعي، التي يرى البعض أنها أصبحت أداة للتحكم في الخطاب الجماهيري بدلاً من الحفاظ على النزاهة الإعلامية.
أوروبا تدرس الخيارات
في مواجهة هذا التحدي، يبدو أن أوروبا لن تقف مكتوفة الأيدي. أشارت Le Monde إلى ضرورة تطوير منصات اجتماعية أوروبية تلتزم بمعايير النزاهة والمسؤولية، لتكون بديلًا عن المنصات الحالية التي يُنظر إليها على أنها تتعارض مع التقاليد الإعلامية.
مستقبل الإعلام بين قوتين
يعكس توقف The Guardian عن النشر على X صراعًا متزايدًا بين الصحافة التقليدية وقادة وسائل التواصل الاجتماعي.
يثير هذا المشهد تساؤلات عن مستقبل الإعلام في عصر تتصارع فيه قيم المهنية الإعلامية مع سيطرة الخوارزميات والمؤثرين.
المصدر: