كشفت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين بالإدارة الحالية للولايات المتحدة أن الوساطة بين لبنان والاحتلال تقترب من إحراز تقدم في ملف التفاوض على وقف إطلاق النار.
ويتفاوض الاحتلال مع لبنان على وقف إطلاق النار بهدف إعادة الهدوء إلى شمال الأراضي المحتلة وإعادة سكان المستوطنات التي أدى هجوم حزب الله إلى نزوحهم عنها.
وفي المقابل، يرغب الجانب اللبناني في وقف العدوان الذي أدي إلى سقوط ما يزيد عن 3500 كقتلي وإصابة 15 ألف آخرين خلال ما يزيد عن عام من القتال.
ما هي محددات الاتفاق بين لبنان والاحتلال؟
نقل موقع “Axios” الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين، قالت إنهما من المطلعين على المحادثات، أن مشروع الاتفاق يتضمن وقف إطلاق النار فترة انتقالية مدتها 60 يومًا ينسحب خلالها جيش الاحتلال من جنوب لبنان، وينتشر الجيش اللبناني في المناطق القريبة من الحدود، ويحرك حزب الله أسلحته الثقيلة شمال نهر الليطاني.
وتتضمن مسودة الاتفاقية لجنة إشرافية بقيادة الولايات المتحدة لمراقبة تنفيذ الاتفاق ومعالجة الانتهاكات.
وقال المسؤولان إن الولايات المتحدة وافقت على منح الاحتلال خطاب ضمانات يتضمن دعم العمل العسكري ضد التهديدات الوشيكة من الأراضي اللبنانية، والعمل على تعطيل أشياء مثل إعادة الوجود العسكري لحزب الله بالقرب من الحدود أو تهريب الأسلحة الثقيلة.
وبموجب الاتفاق، سيتخذ الاحتلال مثل هذا الإجراء بعد التشاور مع الولايات المتحدة، وإذا لم يتعامل الجيش اللبناني مع التهديد.
وذكر “Axios” أن المبعوث الأمريكي الذي يقود التفاوض، آموس هوكشتاين، هدد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مطلع هذا الأسبوع، بالانسحاب من دوره كوسيط إذا لم يتحرك الاحتلال نحو التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة.
وعقد نتنياهو اجتماعًا حول محادثات وقف إطلاق النار يوم الأحد، ضم العديد من كبار الوزراء ورؤساء المخابرات، حسبما يقول مسؤولون بكيان الاحتلال.
وأفادت مصادر عبرية أن الاجتماع أسفر عن اتخاذ قرار للتحرك نحو إبرام الاتفاق، مع توقعات بالانتهاء من هذا الأمر خلال الأسبوع الجاري.
خلاف بين الاحتلال وفرنسا
أبلغ “نتنياهو” الوسطاء رفضه اشتراك فرنسا في اللجنة الإشرافية لمراقبة تنفيذ الاتفاق، رغم كونها ضلع فاعل في المناقشات منذ بدايتها.
وعبر “نتنياهو” عن غضبه بشأن إعلان وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا ستنفذ حكم المحكمة الجنائية الدولية، بعد إصدار مذكرة اعتقال بحقه، لاتهامه بارتكاب جرائب حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأدى ذلك إلى عرقلة المفاوضات، حيث كان لبنان يريد أن تكون فرنسا جزءًا من لجنة الإشراف لمراقبة تنفيذ الاتفاق.
وتحدث الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يوم الجمعة، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمحاولة حل المشكلة.
وقال مسؤول أمريكي إن “بايدن” أبلغ “ماكرون” أن “نتنياهو” على حق في غضبه، وأنه ليس من الممكن التوسط للتوصل إلى اتفاق مع تعهده أيضًا باعتقال رئيس دولة أحد الطرفين.
وقال ماكرون إنه يريد المساعدة لكن وزارة خارجيته توضح فقط التزاماتها القانونية تجاه المحكمة الجنائية الدولية.
المصادر: