تحقق المملكة خطوات هامة تعزز من مكانتها الاقتصادية على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث يسهم رفع التصنيف الائتماني للسعودية إلى درجة (A1) وفق تقرير وكالة “موديز”، في تعزيز ثقة المستثمرين واستقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.
ينعكس ذلك على تقليص كلفة الاقتراض وتحسين بيئة الأعمال، ما يوضح الاستقرار المالي الكبير الذي تعيشه المملكة.
رؤية 2030 والقطاع غير النفطي
وفق رؤية المملكة 2030، شهد الاقتصاد السعودي نمواً ملحوظاً في القطاع غير النفطي بنسبة 20% وزيادة في الاستثمارات الخاصة في هذا القطاع بنسبة 70%، ما يمثل تحولاً جوهرياً في تنويع مصادر الدخل.
كما ارتفع رصيد الاستثمار الأجنبي داخل الاقتصاد السعودي بنسبة 6% بنهاية الربع الأول من عام 2014 مقارنة بنهاية 2013، وهو ما يدعم مكانة المملكة كوجهة استثمارية رائدة.
أهمية رفع التصنيف الائتماني
قال الكاتب الاقتصادي د. بندر الجعيد إنه على الصعيد الاقتصاد العالمي، هناك مجموعة من الوكالات التي تهتم بالتصنيف الائتماني مثل وكالة فيتش، وكالة موديز، وكالة اس بي فايف هاندرد.
وأضاف الجعيد أن وكالة موديز من أهم الوكالات التي تنظر إلى المكانة الاقتصادية وقوة الموقف المالي العام في الاقتصاد من خلال مجموعة من المعايير.
وأشار الجعيد إلى أن حصول المملكة على هذا التصنيف يعكس نجاح الإصلاحات الاقتصادية التي تم تبنيها في السنوات الأخيرة، ويعزز من ثقة المستثمرين في الاقتصاد المحلي، كما أن هذا التصنيف يساهم في خفض تكلفة التمويل، مما يوفر بيئة أعمال مستقرة وواضحة.
وأوضح الجعيد أن وجود احتياطيات مالية قوية يعزز استقرار العملة السعودية، ويشجع الشركات المحلية والدولية على الاستثمار في القطاعات الواعدة مثل السياحة، الترفيه، الآثار، الرياضة، وغيرها من المجالات المرتبطة ببرنامج جودة الحياة.
التنوع الاقتصادي ودور المشاريع العملاقة
أكد تقرير وكالة موديز أن تقدم المملكة في التنوع الاقتصادي يقلل تدريجياً من تأثير تطورات سوق النفط على الاقتصاد السعودي، ويشير هذا إلى النمو المتسارع للقطاع غير النفطي بفضل المشاريع العملاقة مثل نيوم، والدرعية، والقدية، التي تعيد صياغة مستقبل الاقتصاد الوطني.
تعزيز التنافسية العالمية
يحمل رفع التصنيف الائتماني إشارات إيجابية حول تنافسية المملكة في الأسواق الإقليمية والعالمية.
وفي هذا السياق أشار الجعيد إلى أن المملكة أصبحت وجهة استثمارية موثوقة بفضل ملاءتها الائتمانية العالية والإدارة الاقتصادية المتميزة، ما يدفع وكالات التصنيف الائتماني لتقديم تقييمات إيجابية للمملكة في المستقبل.
رؤية متكاملة لمستقبل اقتصادي واعد
تؤكد هذه التطورات أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها الطموحة، مستندة إلى استقرار مالي قوي، وإصلاحات اقتصادية شاملة، ومشاريع عملاقة تعزز مكانتها العالمية.
المملكة اليوم ليست فقط مركزاً للطاقة التقليدية والمتجددة، بل أيضاً محوراً للتطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، ما يجعلها القلب النابض للاقتصاد العالمي.
المصدر: