أدى منح الولايات المتحدة الضوء الأخضر إلى أوكرانيا لاستخدام الصواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، لزيادة التساؤلات حول مدى تعمّد بايدن إثارة المشكلات قبل تولي ترامب السلطة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي منحت فيه إدارة بايدن لأوكرانيا الألغام المضادة للأفراد، والذي سيؤدي إلى عرقلة التقدم الروسي في الأراضي الأوكرانية.
نصب الفخاخ لترامب
يقول الباحث في العلاقات الدولية، علي العنزي، إن اتخاذ تلك القرارات في هذا التوقيت تحديدًا، الهدف منه هو وضع لغم أمام ترامب حتى يتورط في حل الأزمة الأوكرانية.
وأضاف خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية: “بايدن يعرف أن استخدام أوكرانيا لصواريخ ATACMS لن تغير مجرى الحرب استراتيجيًا، ولكنها ستزيد من التوتر والتصعيد وربما تُعقّد حل الأزمة أمام ترامب، وخصوصًا وأنه أعلن نيته حل تلك الأزمة سريعًا من خلال الضغط على أوكرانيا، وهو ما أدى إلى زيادة القلق بين الأوروبيين من إزهاق حق أوكرانيا”.
وتابع: “أنا أعتقد أن توقيت بايدن للسماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى، وكذلك فرنسا وبريطانيا، سيصعّد من الأزمة، وخصوصًا أنه سعى لاختيار أشخاص في إدارته ممن يعارضون تقديم الدعم لكييف والبحث عن حل سلمي لإنهاء الحرب على حساب أوكرانيا”.
وأشار العنزي إلى أن أوكرانيا هي من ترفض المفاوضات في الوقت الراهن، وهناك قرار رئاسي أوكراني بعدم التفاوض مع روسيا ما دام بوتين في الرئاسة”.
واستكمل: “لذلك أنا أعتقد أن المسألة في غاية التعقيد، وهذا التصعيد يأتي في ظل الإرهاصات التي يواجهها العالم تحت مظلة ما يُطلق عليه التعددية القطبية والهيمنة الأمريكية على العالم”.
“كرة النار يرميها بايدن على ترمب بعدما وعد بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة”
يشير الباحث في العلاقات الدولية د. علي العنزي إلى تعمد بايدن وضع لغم أمام ساكن البيت الأبيض الجديد في طريق إخماد الحرب
#هنا_الرياض pic.twitter.com/dcQya6MNWq
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) November 20, 2024
وساطة متأرجحة
ومع انخراط عدة دول بشكل مباشر في الحرب الأوكرانية، تزايد التساؤل حول الدولة التي ستلعب دور الوسيط في الأزمة الأوكرانية.
وقال العنزي: “هناك دول يمكن أن تقوم بدور الوسيط، وهناك مبادرات قدمتها السعودية والصين، إلى جانب مبادرة برازيلية، ودول أخرى تلعب هذا الدور”.
وأضاف: “الروس سيحسبون هذه الخطوة بحساب دقيق، فهم يعرفون أن تلك الخطوة التي اتخذها بايدن كانت لتوريط ترامب في بداية إدارته حتى لا يسير تجاه الحل الدبلوماسي لهذه الأزمة”.
وتابع: “هدف إدارة بايدن كان استنزاف روسيا ولكنه فشل، وبالعكس استُنزف الأوروبيين وخسرت أوكرانيا الكثير من الأراضي، وفشل حلف الناتو في تحقيق هدفه ولذلك ذهب للتصعيد من أجل وضع إدارة ترامب في موقف محرج من خلال توريطها”.
وقال إنه يعتقد أنه سيكون هناك حلحلة لهذه الأمور قبل أن تخرج عن السيطرة.
من سيلعب دور الوسيط والعديد من الدول منخرطة في الحرب الأوكرانية؟
الباحث في العلاقات الدولية د. علي العنزي لـ #هنا_الرياض:
ستكون هناك حلحلة للأمور قبل الخروج عن السيطرة pic.twitter.com/3oWq3gN6H9— هنا الرياض (@AlriyadhHere) November 20, 2024
اندلاع الحرب النووية
يقول العنزي، إنه لا يوجد شك في أن عام 2024 كان عام الحروب، نظرًا للصراعات التي اندلعت والتصعيد في جميع المناطق على مستوى العالم.
وأضاف: “بكل تأكيد سيحاول العالم تفادي اندلاع حرب نووية، فما تتخذه دول مثل فنلندا والسويد وغيرها من الدول هو في إطار الحرب النفسية لمحاولة إخافة روسيا للذهاب إلى الخيار الأخير أو الأصعب”.
وتابع العنزي: “لا شك أن العقيدة الروسية التي حددها بوتين، تعتمد على مدى التهديدات الخاضعة لها سيادتها ووجودها، وبالتالي يحدد لها متى استخدام السلاح لنووي”.
بعد العقيدة النووية الروسية الجديدة
الباحث في العلاقات الدولية د. علي العنزي لـ#هنا_الرياض:
سيحاول العالم تفادي اندلاع حرب نووية pic.twitter.com/RyO9rNIhzk— هنا الرياض (@AlriyadhHere) November 19, 2024