ضرب عطل مفاجئ كابلات الإنترنت تحت البحر في بحر البلطيق، وسط مخاوف من تدخل روسي محتمل في البنية التحتية العالمية والذي يُهدد بحرب هجينة.
وقال المتحدث باسم شركة الاتصالات المحلية، تيليا ليتوانيا، لشبكة CNN، إن كابل الاتصالات بين ليتوانيا والسويد انقطع صباح الأحد حوالي الساعة العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي.
واكتشفت الشركة الانقطاع الذي حدث بسبب تعطل حركة المرور من خلال أنظمة المراقبة التابعة لها، مرجحة أن التلف كان ماديًا في الألياف الضوئية.
وشملت سلسلة التعطيلات كابلًا آخرًا يربط بين فنلندا وألمانيا، وفقًا لشركة سينيا، الشركة الفنلندية التي تدير الرابط والتي تسيطر عليها الدولة.
مخاوف الحرب الهجينة
الكابل المعرف باسم “سي لايون” هو الوحيد الذي يربط بين فنلندا وأوروبا الوسطى، ويمتد لمسافة 1200 كيلومتر تقريبًا.
وجاء العُطل في الوقت الذي أصدرت فيه السويد وفنلندا – متضررتان من الحرب الروسية الأوكرانية – إرشادات تحذيرية بكيفية البقاء على قيد الحياة في وسط الصراع.
ومن المقرر أن توزّع الدولتان كتيبات تحتوي على تعليميات حول كيفية الاستعداد لتأثيرات الصراعات العسكرية وانقطاع الاتصالات والتيار الكهربائي على ملايين الأسر في الدول الاسكندنافية.
وكانت الدولتان انضمتا إلى حلف شمال الأطلسي في العامين الماضيين، بعد أن شنت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا.
وحتى الآن لا توجد معلومات محددة حول سبب العُطل الذي أصاب كابل سي – لايون، وتقول الشركة إنها لا تزال تحقق في الأمر.
ولكن الرئيس التنفيذي للشركة أري جوسي كنابيلا، قال بحسب ما نقلته عنه رويترز، إن الانقطاع المفاجئ يعني أن الكابل تم قطعه بوساطة قوة خارجية.
وأعرب كلا من وزيرا خارجية فنلندا وألمانيا في بيان مشترك، مساء الإثنين، عن قلقهما البالغ بشأن قطع الكابل واحتمال إثارة حرب هجينة.
تخريب متعمد
في وقت سابق، حذرت الولايات المتحدة من أنها رصدت نشاطًا عسكريًا روسيًا متزايدًا خلال الآونة الأخيرة فيما يتعلق بالكابلات البحرية الرئيسية.
وقال مسؤولان أميركيان لشبكة سي إن إن في سبتمبر الماضي، إن الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا أصبحت الآن أكثر ميلا إلى تنفيذ عمليات تخريب محتملة على هذه القطع الحيوية من البنية الأساسية.
وأعقب هذا التحذير تحقيق مشترك أجرته هيئات البث في كلا من السويد والدنمارك والنرويج وفنلندا، والذي ود أن روسيا تمتلك أسطولًا من سفن التجسس المشتبه بها التي تعمل في المياه الاسكندنافية بغض التخريب المتعمد للكابلات تحت الماء.
وحتى الآن لم يتضح مدى التخريب الذي نتج عن تعطيل كابل شركة سي لايون، وقالت الشركة إنها وجّهت سفينة إصلاح للذهاب إلى موقع العُطل، دون الكشف عن المدة التي يستغرقها الإصلاح.
ما هي الحرب الهجينة؟
هي استراتيجية تطمس بشكل منهجي الخطوط الفاصلة بين الحرب والسلام، بما يُضيف أشكالًا أكثر تعقيدًا للصراعات وذات تداعيات سلبية على الأمن القومي.
وتجمع الحرب الهجينة بين الأساليب التقليدية وغير التقليدية للحروب، ومن بينها العمليات العسكرية والحرب السيبرانية وحملات التضليل والضغوط الاقتصادية ونشر الجماعات المسلحة غير النظامية.
وتنتشر تلك الاستراتيجيات في القرن الواحد والعشرين، إذا تسعى الدول لاكتساب ميزات استراتيجية دون اللجوء إلى حرب تقليدية كاملة.
وكان أول استخدام أكاديمي لمصطلح الحرب الهجينة على يد الباحث في الدفاع، المقدم الأمريكي السابق، فرانك هوفمان، في دراسة خلال عام 2007، تتناول تصاعد تلك الحرب في الشرق الأوسط.
ومن أبرز الأمثلة على الحرب الهجينة ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 ، وصولًا إلى الحرب الروسية – الأوكرانية 2022.
كما أن استراتيجيات الصين وتعاملها مع تايوان وبحر الصين الجنوبي، تُعد من أبرز الأمثلة على اتباع الحرب الهجينة.