شهد العالم ارتفاعًا حادًا في وفيات الكوليرا خلال عام 2024، حيث تجاوز عدد الوفيات 3,400 شخص بحلول نهاية سبتمبر. ورغم انخفاض الإصابات بنسبة 16% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إلا أن الوفيات ارتفعت بنسبة تفوق 120%. هذا الوضع يسلط الضوء على التأثير المدمر للصراعات والكوارث الطبيعية على الصحة العامة، خاصة في المناطق الأكثر هشاشة.
إقليم شرق المتوسط: الأعلى في الكوليرا
سجل إقليم شرق المتوسط ما يقارب 290,000 إصابة بالكوليرا، ليصبح الأعلى عالميًا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام. توزعت الإصابات على ست دول رئيسية:
أفغانستان: 143,327 حالة
باكستان: 60,369 حالة
اليمن: 36,404 حالة
السودان: 20,062 حالة
الصومال: 19,208 حالة
سوريا: 10,563 حالة
أدى الوضع الإنساني المتدهور في هذه الدول إلى صعوبة احتواء المرض. وأُبلغ عن حوالي 1,000 وفاة في السودان واليمن والصومال وأفغانستان وحدها. عوامل مثل النزوح، نقص المياه النظيفة، وانهيار أنظمة الرعاية الصحية ساهمت في تفاقم المشكلة.
إقليم أفريقيا: الأعلى في وفيات الكوليرا
بين يناير وسبتمبر 2024، سجلت إفريقيا أكثر من 127,000 حالة كوليرا موزعة على 17 دولة، لكنها سجلت أيضًا أعلى معدل وفيات عالميًا.
الدول الأكثر تضررًا تشمل:
زامبيا: 20,219 حالة و637 وفاة
زيمبابوي: 399 وفاة
نيجيريا: 359 وفاة
الصراعات والنزاعات المسلحة في بعض الدول الأفريقية، إلى جانب الفيضانات المستمرة، جعلت من الصعب توفير رعاية صحية مناسبة والسيطرة على المرض.
جنوب شرق آسيا: وفيات ومخاطر
سجل إقليم جنوب شرق آسيا 12,657 حالة موزعة على خمس دول، مع 34 وفاة جميعها في الهند. جاءت معظم الإصابات من:
الهند: 6,506 حالات
ميانمار: 5,810 حالات
الفيضانات الموسمية كانت عاملاً رئيسيًا في تلوث مصادر المياه وانتشار العدوى، لكن الاستجابة الصحية السريعة ساهمت في تقليل عدد الوفيات مقارنة بمناطق أخرى.
الأمريكتان: أزمة مستمرة في هايتي
في إقليم الأمريكتين، جاءت جميع الإصابات والوفيات المبلغ عنها من هايتي، حيث تم تسجيل 9,630 حالة و142 وفاة. تعاني هايتي من انهيار في البنية التحتية الصحية، مما يجعل احتواء الكوليرا تحديًا هائلًا.
أوروبا: أقل المناطق تضررًا
كان إقليم أوروبا الأقل تضررًا عالميًا، حيث تم تسجيل 221 حالة فقط، مع حالة وفاة واحدة في مايوت، وهي منطقة تابعة لفرنسا. ورغم ذلك، فإن خطر انتقال الكوليرا عبر السفر والهجرة يظل موجودًا.
عوامل انتشار الكوليرا 2024
الصراعات المسلحة تؤدي إلى تدمير البنية التحتية للصحة العامة، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي. النزاعات تُعيق وصول السكان إلى المرافق الصحية وتزيد من معدلات التلوث.
في الوقت نفسه، أسهمت الفيضانات، خصوصًا في إفريقيا وجنوب شرق آسيا، في تدمير البنية التحتية وتلويث مصادر المياه، مما زاد من انتشار المرض، بالتالي زيادة وفيات الكوليرا خلال العام الحالي. كما أن النزوح الجماعي نتيجة الكوارث الطبيعية أو النزاعات جعل السكان أكثر عرضة للمرض بسبب نقص المياه النظيفة والغذاء.
أخيرا
ارتفاع وفيات الكوليرا في 2024 يمثل تحديًا كبيرًا للصحة العامة. تحتاج الدول المتضررة إلى دعم دولي لتحسين أنظمة الصرف الصحي وتوفير رعاية طبية مناسبة. يجب أن تكون الأولوية للتدخل السريع وإعادة بناء البنية التحتية الصحية للحد من انتشار الكوليرا والوفيات الناتجة عنها.