أعمال

3 نصائح تجعلك أكثر إقناعًا وتأثيرًا في العمل

التأثير في بيئة العمل

في مكاتب الشركات الكبرى حيث تُتَّخذ قرارات تحدد مصائر الموظفين والمشاريع، يبدو التأثير على الآخرين مهارةً لا تقل أهمية عن الخبرة الفنية، وفقًا للمدربة التنفيذية «ميلودي وايلدينج»، التي عملت مع نخبة من الشركات العالمية، فإن النجاح في العمل لا يقتصر على الكفاءة المهنية، بل يرتبط بقدرتك على إقناع الآخرين بقيمة أفكارك.

فن الإقناع

لا يعني الإقناع التلاعب بالعقول، بل هو امتلاك أدوات لفهم النفس البشرية، مثل: كيف يفكر الناس؟ ما الذي يدفعهم لاتخاذ قرارات معينة؟ وكيف يمكن صياغة الأفكار بحيث تصل إليهم بأكبر تأثير؟

«الإقناع مهارة مكتسبة»، تؤكد وايلدينج، التي تقدم ثلاث نصائح لتحسين التواصل مع زملائك ومديريك، وجعل كلماتك أداة قوية لتحقيق أهدافك المهنية.

ابدأ من صلب الموضوع

تقول وايلدينج إن المديرون دائمًا في سباق مع الوقت، وتحذر من أن مقدمة طويلة قد تفقدهم تركيزهم أو تعطي انطباعًا بأنك غير متحكم في فكرتك. لذلك تشير إلى أن أولى نصائحها الثلاث، هي «ابدأ دائمًا بالنتيجة التي تسعى لتحقيقها».

على سبيل المثال، بدلًا من قول «أعتقد أن لدينا مشكلة في جدولة المشروع»، قُل «أوصي بتأجيل إطلاق المنتج إلى سبتمبر بسبب عوامل رئيسية، هي:…».

تجعل هذه الطريقة، حسب وايلدينج، حديثك أكثر وضوحًا وتنظم أفكارك، لذا دوّن أهم نقطة تريد إيصالها في جملتين مختصرتين، قبل أي اجتماع.

حل لمشكلة قائمة

ما يبحث عنه القادة ليس فقط حلولًا ذكية، بل حلولًا تلامس أولوياتهم وتخفف من ضغوطهم، ومن خلال ترجمة اقتراحاتك إلى لغة تخاطب مشاكلهم، تصبح أكثر تأثيرًا، ومثال على ذلك تنصح المدربة التنفيذية، أن تستخدم جملة، مثل «النظام سيساعدك على إنهاء التقارير أسرع بثلاثة أيام، مما يتيح لك التحضير لاجتماعات مجلس الإدارة بشكل أفضل»، بدلًا من «النظام الجديد سيُحسن الكفاءة بنسبة 40%».

حتى عندما تحتاج إلى طلب وقت إضافي، غيّر الأسلوب من «سأعود إليك لاحقًا»، إلى «أريد أن أقدم إجابة دقيقة لدعم خططك الفصلية. هل يمكنني الرد بحلول الجمعة؟»

اختر كلماتك

كلماتك لها تأثير يتجاوز معناها الحرفي، وتبديل عباراتك من صيغة الشك إلى لغة الثقة والخبرة يجعل أفكارك تبدو أكثر إقناعًا، تقول وايلدينج، إن «استبدال الأفعال الضعيفة بأخرى قوية يمكن أن يغير تمامًا الطريقة التي تُستقبل بها رسالتك».

فقُل «بناءً على خبرتي، أوصي بأن…»، بدلاً من «أعتقد أن…»، وغيّر «أنا أحاول تنفيذ المشروع»، إلى «نحن ننفذ المشروع».

وكذلك استخدم أفعال مثل «قررت» أو «اخترت»، بدلاً من «اضطررت إلى» يعكس قيادتك للموقف، بينما تبدو كلمات مثل «أشرفت» أو «وجّهت» أقوى من «ساعدت».

التواصل كوسيلة للارتقاء المهني

القدرة على إقناع الآخرين ليست مهارة إضافية، بل هي جزء لا يتجزأ من النجاح الوظيفي. بدمج هذه التغييرات في أسلوب حديثك، ستلاحظ تأثيرًا مباشرًا على طريقة استجابة زملائك ومديريك لأفكارك، وتختم وايلدينج، بأن «الإقناع هو فن بناء الثقة. عندما تتحدث بثقة وبصورة واضحة، فإنك تمنح الآخرين سببًا قويًا للاستماع إليك والعمل معك».

اجعل كلماتك أداة للتأثير، وسترى كيف ستفتح لك هذه المهارة أبوابًا جديدة نحو النجاح.