اجتمع ممثلون من مختلف أنحاء العالم في مدينة جدة على البحر الأحمر، لحضور المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات (AMR). هذه القضية أصبحت واحدة من أخطر التحديات الصحية العالمية التي تهدد صحة البشر والحيوانات والبيئة، وتتطلب استجابة متعددة القطاعات.
أهمية الالتزام السياسي رفيع المستوى
في تغطية لفعاليات المؤتمر، تحدثت كاثرين أوربايز، المديرة التنفيذية لمنظمة Health Diplomacy Alliance، التي أوضحت أهمية التعاون بين مختلف القطاعات لتحقيق استجابات فعالة. وأكدت على ضرورة الانتقال من الالتزامات إلى الأفعال العملية، مشيرة إلى أن إعلان الجمعية العامة والمؤتمر في جدة هما خطوات هامة نحو تحقيق ذلك، لكن الأهم هو ضمان استمرار الزخم السياسي.
تحديات تنفيذ السياسات لمقاومة مضادات الميكروبات
وفقًا لـ جوليان نيابوماشيتو، نائب مدير ReAct Africa، فإن التحديات تشمل نقص التمويل والإرادة السياسية في بعض الدول، خصوصًا الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وأشارت إلى أن هناك حاجة ماسة لتحويل الخطط الوطنية إلى أنشطة عملية، مثل استخدام أدوات منظمة الصحة العالمية لتقدير التكاليف ووضع الميزانيات.
سوق المضادات الحيوية: مشكلة معقدة
أوضح ميشيل بيترز، ممثل AMR Industry Alliance، أن سوق المضادات الحيوية يعاني من مشكلات هيكلية؛ حيث أن تطوير المضادات الحيوية يتطلب استثمارات هائلة، ومع ذلك فإن العوائد ليست مضمونة. وأشار إلى أن نقص التمويل الحكومي والإعانات للبحث والتطوير يمثل عقبة كبيرة. وأضاف أن هناك نقصًا في الباحثين المتخصصين في هذا المجال، مما يزيد من تعقيد المشكلة.
رؤية شاملة: مقاومة مضادات الميكروبات
وكما ورد في موقع الأمم المتحدة فقد أكد وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر على أهمية تبني نهج “الصحة الواحدة” الذي يجمع بين البشر والحيوانات والبيئة في استراتيجيات مكافحة مقاومة الميكروبات. وأوضح أن الاجتماع في جدة يمثل فرصة لتعزيز الاستجابة الجماعية لمواجهة هذا الوباء الصامت.
التقدم من التصريحات إلى التنفيذ
ركز المؤتمر على الانتقال من التصريحات والالتزامات إلى التنفيذ الفعلي من خلال شراكات متعددة القطاعات. تمت مناقشة الأولويات التي تشمل مراقبة مقاومة الميكروبات، وبناء القدرات، وتوفير التمويل، والحوكمة، والابتكار، والبحث والتطوير. وتم الإعلان عن تخصيص تمويل محفز بقيمة 100 مليون دولار لدعم تنفيذ خطط العمل الوطنية.
في النهاية
مع استمرار أزمة مقاومة مضادات الميكروبات كتهديد عالمي، يصبح من الضروري اتخاذ إجراءات فعلية لتقليل التأثيرات الصحية والاقتصادية لهذه المشكلة. يمثل مؤتمر جدة خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الدولي لتحقيق أهداف الاستدامة الصحية بحلول عام 2030.