يزخر التاريخ بقصص وروايات قد لا تبدو حقيقية، نظرًا لتفاصيلها غير القابلة للتصديق، وربما لم نكن نعلم عنها شيئًا من قبل.
في السطور التالية نسلط الضوء على أبرز تلك الحكايات الشيقة:
الملاهي لمواجهة الخطيئة
قد تكون زيارة إلى مدينة الملاهي من بين التجارب الأكثر حماسًا التي يخوضها أي شخص، ولكن هل تعلم السبب الأساسي لبنائها؟
تعود القصة إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر، عندما انخرط الأمريكيون في الأنشطة الآثمة وباتوا يترددون باستمرار على بيوت البغاء.
وقتها بدأ رجل الأعمال لاماركوس طومسون في التفكير في شيء يجذب انتباه الأمريكيين عن هذا الطريق، ويحقق لهم في نفس الوقت المتعة التي يجدونها في سلوكياتهم الخاطئة.
ولذلك خطرت له فكرة إنشاء لعبة السفينة الدوارة، ومن ثم إنشاء أول أفعوانية في كوني آيلاند في مدينة نيويورك، والتي كانت مركزًا للأنشطة المشبوهة.
وفي الوقت الحالي لا يوجد تأكيد على أن طومسون نجح في تحقيق فكرته، ولكن في كل الأحوال تمكّن من خلق شيء يجذب اهتمام الملايين من العالم حوله.
قبعة الأغبياء
على مدار قرون ظلت القبعات المخروطية المعروفة باسم “قبعات الأغبياء” تُستخدم كوسيلة لتعزيز الذكاء لدى الأطفال الأقل استجابة في المدارس.
وكان المعلمين يجبرون الأطفال على ارتداء هذه القبعات إذا أخطأوا أو ارتكبوا أخطاءً دراسية.
وابتكر هذه القبعة الكاهن والفيلسوف الاسكتلندي جون دونز سكوتوس، في القرن الثالث عشر، والذي كان يعتقد أن القبعة تجعل المعرفة تسير من الطرف المدبب إلى رأس الشخص الذي يرتديها.
وفي حين أن الفكرة نفسها تبدو غير عقلانية بالمرة، إلا أنها استمرت لقرون، وكان يرتديها الأشخاص الأقل ذكاءً أو الذين يأملون في أن يصبحوا أذكياء.
ولكن لحسن الحظ في عام 1500، بدأ الناس في النظر لفكرة سكوتوس على أنها مُزحة، وأن ارتداء القبعة علامة على انخفاض الذكاء.
هتلر رمز السلام!
في عام 1939 تم ترشيح أدولف هتلر للحصول على جائزة نوبل للسلام، من قبل سياسي سويدي على علم بكل أفعال هتلر النازية.
ولكن الغرض من هذا الترشيح لم يكون شريفًا، بل كان السياسي السويدي يسعى للسخرية من الجائزة بعد ترشيح نيفيل تشامبرلين للحصول عليها.
وكان السياسي السويدي يرى أن تشامبرلين لا يستحق تلك الجائزة، ولكن بعد تعرضه للانتقاد قام بسحب اسم هتلر من الترشيح.
والشيء الأغرب هو أن أي شخص يمكن ترشيح اسم أي صديق أو شخص آخر للحصول على جائزة نوبل، وعلى الرغم من أنه لن يفوز بالضرورة، إلا أنه سيتفاخر يومًا ما بأنه كان ضمن المرشحين.
التجهم عند التقاط الصور
قبل ما يقرب من قرنين من الزمان، اعتاد الأشخاص على قول كلمة خوخ أو “prunes” بدلًا من جبن أو “cheese” عند التصوير الفوتوغرافي.
ومنذ بداية أربعينيات القرن التاسع عشر، كان يُنظر للشخص الذي يبتسم في الصور على أنه يتصرف بصبيانية، وهو ما نشر ثقافة التجهم خلال التقاط الصور.
ومع انتشار الكاميرا بشكل كبير، بدأ الأشخاص والعائلات في القدم إلى استديوهات التصوير، ولكنهم كانوا يتلقوا تحذيرات من محاولة الابتسام عند التقاط الصورة.
وكانت كلمة خوخ تُجبر الالناس على بقاء أفواههم مشدودة وتمنح وجناتهن شكلًا أنحف وأكثر جاذبية، وهو أمر يُشبه إلى حد كبير وضع “فم البطة” الذي انتشر مؤخرًا مع التقاط صور السيلفي.
برج إيفل القبيح
من يتخيل أن برج إيفل الأيقوني في باريس، كان محط رفض الدول بسبب مظهره السيئ وتصميمه القبيح!
كان البرج في البداية مخصصًا لمدينة برشلونة في إسبانيا، ولكن سلطات المدينة رفضته بحجة أن التصميم قبيح، كما رفضت المدينة استضافته في معرضها العالمي عام 1888.
ولكن لم ييأس مهندس البرج غوستاف إيفل، وحول أنظاره إلى باريس، والتي رفض النقاد الفرنسيون فيها شكل البرج أيضًا قائلين إنه عديم الفائدة.
وفي النهاية أصبح برج إيفل وجهة سياحية يتطلع إليها العديد من الزائرين والسائحين في فرنسا.