تُعد المعادن الأرضية النادرة عصب الصناعات والتقنية الحديثة، والتي تتنوع في 17 عنصرًا لهم تركيب كيميائي متشابه.
ومن بين تلك العناصر النيوديميوم الذي يدخل في صناعة المغناطيسات القوية التي تتحمل درجات حرارة مرتفعة، وكذلك البريليوم المستخدم في صناعة المواد خفيفة الوزن للطائرات المقاتلة.
وتلعب تلك العناصر كافة دورًا كبيرًا في صناعة التقنيات الحديثة.
وهذه المعادن ليست نادرة بالمعنى الحرفي، ولكن فرص الحصول عليها بشكل نقي تكون ضئيلة، كما أن خلطها مع المعادن الأخرى أمر مكلف للغاية.
ولتوضيح إنتاج تلك المعادن خلال الفترة بين عامي 1995 و2023، أورد موقع Visual Capitalist بعض الإحصاءات معتمدًا على أرقام من المراجعة الإحصائية للطاقة العالمية 2024 الصادرة عن معهد الطاقة.
المنتجون الكبار للمعادن الأرضية النادرة
إجمالًا، قفز إنتاج العالم من المعادن الأرضية النادرة من 75.7 كيلو طن في عام 1995 إلى ما يزيد عن 350 كيلو طن في عام 2023.
وتعكس تلك الأرقام الخاصة بالإنتاج ارتفاع الطلب على المعادن مدفوعة بالتطور التقني الفائق.
وتتصدر الصين منذ سنوات قائمة أكبر منتجي المعادن الأرضية النادرة، إذ تستحوذ على ثلثي إنتاج العالم منها منذ عام 2023.
وفي المركز الثاني جاءت الولايات المتحدة، والتي شهد إنتاجها من المعادن الأرضية النادرة قفزة منذ عام 2017، إذ بلغ 43 كيلو طن في عام 2023، مقابل 15.4 كيلو طن قبل 7 سنوات.
وتعكس تلك الأرقام الجهود الأمريكية المبذولة لتعزيز سلسلة التوريد المحلية وتقليل الاعتماد على الصين.
وتسيطر الصين على عملية فصل ومعالجة المعادن الأرضية النادرة والتي تًعد عملية أساسية في سلاسل التوريد.
وتقوم الصين حاليًا بمعالجة 90% من جميع المعادن الأرضية النادرة و99.9٪ من المعادن الأرضية النادرة الثقيلة، بعد أن تستوردها من دول أخرى.
وفي ديسمبر 2023، حظرت الصين تصدير تكنولوجيا استخراج وفصل المعادن الأرضية النادرة، على أمل تعزيز مكانتها المهيمنة عندما يتعلق الأمر بالعالم المعادن الحرجة سلسلة التوريد.
على الجانب الآخر تعمل الولايات المتحدة على تعزيز مكانتها من إنتاج المعادن الأرضية النادرة المحلية وقدرتها على معالجتها، إلى جانب منح الملايين من العقود الدفاعية لشركات مثل ليناس إيرثس لبناء مرافق الفصل والمعالجة الخاصة بهم.