علوم

ديدان تهضم البلاستيك.. سلاح جديد ضد التلوث البيئي

دودة

توصل العلماء إلى اكتشاف نوع جديد من الديدان، يدعى «الوجبة الأقل Mealworms»، التي تتميز بقدرتها على هضم البلاستيك، مما قد يساهم في الحد من التلوث الناتج عنه.

وتنتمي هذه اليرقات إلى جنس «Alphitobius» وتعود أصولها إلى إفريقيا، لكنها باتت منتشرة في مختلف أنحاء العالم، وأشارت دراسة حديثة إلى أن هذه الديدان لديها القدرة على استهلاك وتحليل البلاستيك، مما يوفر وسيلة بيولوجية جديدة قد تساعد في تقليل حجم التلوث البلاستيكي المتفاقم في إفريقيا.

 ديدان لمكافحة التلوث

وبحسب منظمة الصحة العالمية، تُعد إفريقيا ثاني أكثر القارات تلوثًا بالبلاستيك رغم أن إنتاجها لا يتجاوز 5% من حجم التلوث البلاستيكي العالمي، وتأتي أهمية هذا الاكتشاف العلمي من كونه يفتح آفاقًا جديدة لمواجهة هذه الأزمة.

وأشارت الدراسة، التي نشرت بتاريخ 12 سبتمبر، في مجلة «Scientific Reports» إلى أن ديدان الوجبة الأقل تستطيع هضم البلاستيك من نوع البوليسترين، وهو من المواد المستخدمة بشكل شائع في صناعة حاويات الطعام المصنوعة من الفلين ومواد التعبئة والتغليف.

وقالت فتحية خميس، عالمة في المركز الدولي لعلم الحشرات والبيئة (ICIPE) في كينيا، والمشاركة في إعداد الدراسة، إن «هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توثيق قدرة ديدان الوجبة الأقل، التي تعود أصولها إلى إفريقيا، على هضم البلاستيك».

دور بكتيريا الأمعاء في التحلل

أظهرت الدراسة أن ديدان «الوجبة الأقل» قادرة على استهلاك ما يقارب 50% من البوليسترين الذي يتم تقديمه لها كغذاء، وتزداد فعاليتها إذا تم خلط البلاستيك مع نخالة الحبوب أو قشورها، وتلعب البكتيريا الموجودة في أمعاء هذه الديدان دورًا أساسيًا في تفكيك الروابط المعقدة في البوليمرات البلاستيكية وتحويلها إلى مركبات أبسط يمكن لليرقات هضمها دون أي ضرر.

وتشمل البكتيريا المسؤولة عن هذه العملية أنواعًا من جنس «Kluyvera» و«Lactococcus» و«Klebsiella»، التي تنتج إنزيمات خاصة قادرة على تحليل البلاستيك، ولاحظ العلماء أن زيادة أعداد هذه البكتيريا أو تعزيز إنتاج هذه الإنزيمات قد يؤدي إلى رفع كفاءة الديدان في معالجة البلاستيك دون التأثير على سلامتها.

تحويل البلاستيك إلى بروتين حيواني

يرى الباحثون أن هذا الاكتشاف قد يمهد الطريق مستقبلًا لإيجاد طريقة لتحويل البلاستيك إلى بروتين حيواني عالي القيمة، يمكن استخدامه كعلف للحيوانات، وقد يُمكّن تحديد السلالات البكتيرية المحددة والإنزيمات التي تتولى عملية التحليل من تطوير تقنيات جديدة لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية بطريقة صديقة للبيئة.

وقالت إيفلين نوتونو، الباحثة المشاركة في الدراسة، التي أجرت هذا البحث ضمن دراستها لنيل درجة الماجستير في (ICIPE)، إن «الفريق سيواصل دراسة الآليات التي تستخدمها بكتيريا أمعاء ديدان الوجبة الأقل في تحليل البلاستيك، لمحاولة فهم ما إذا كانت هذه البكتيريا موروثة داخل الديدان أم أن قدرتها على تحليل البلاستيك مكتسبة نتيجة التغذي عليه».

هذا البحث يشكل خطوة نحو فهم أكبر للعوامل البيولوجية التي قد تساعدنا في مواجهة تحديات التلوث البلاستيكي المتزايد، ويفتح الباب أمام تطبيقات عملية مستقبلية تهدف إلى تحويل التهديد البلاستيكي إلى مورد مستدام.