كشفت مصادر مطلعة عن أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب اختار “مايك والتز” لمنصب مستشار الأمن القومي في إدارته الجديدة التي ستتولى السلطة في 20 يناير المقبل.
وبحسب ما نقلته رويترز، فإن والتز معروف بولائه لترامب وانتقاده للصين ونشاطها في منطقة المحيط الهادئ وآسيا، وحث الولايات المتحدة على الاستعداد لصراع محتمل في المنطقة.
ويركّز دور والتز على إطلاع ترامب على قضايا الأمن القومي الأساسية والتنسيق مع الوكالات المختلفة.
وفي حين أن والتز كان من أبرز المنتقدين لانسحاب إدارة بايدن من أفغانستان في 2021، إلا أنه يؤيد سياسة ترامب الخارجية.
ولا يتطلب تعيين مستر الأمن القومي موافقة من مجلس الشيوخ.
من هو والتز؟
هو أحد أفراد القبعات الخضراء (قوات خاصة) المتقاعدين من الجيش الأمريكي، وله باع سياسي كبير في الدوائر السياسية في واشنطن.
وشغل والتز منصب مدير سياسة الدفاع في عهد وزيري الدفاع دونالد رامسفيلد وروبرت جيتس، كما تم انتخابه للكونغرس في عام 2018.
وحاليًا يشغل منصب رئيس اللجنة الفرعية للقوات المسلحة في مجلس النواب التي تشرف على اللوجستيات العسكرية وأيضا في اللجنة المختارة للاستخبارات.
كما أن والتز عضو في فرقة العمل المعنية بالصين التابعة للجمهوريين، ولديه قناعات بأن الجيش ليس على الاستعداد الكافي لخوض مواجهة مباشرة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ولدى والتز استراتيجية من شأنها أن تمنع الحرب مع الصين، أشار إليها في كتابه “الحقائق الصعبة: وفكر وقيادة مثل القبعة الخضراء”.
وتتكون تلك الاستراتيجية من 5 أجزاء، من بينها كيفية تسليح تايوان بشكل سريع، وبث الطمأنة للحلفاء في المنطقة، وإجراء تحديثات على الطائرات والسفن.
موقفه من حرب أوكرانيا
يقول والتز إن آرائه بشأن أوكرانيا تغيرت، إذ إنه دعا في بداية الحرب في 2022 إدارة بايدن لمزيد من تسليح كييف لمساعدتها في التقدم في ساحة المعركة أمام روسيا.
ولكن مؤخرًا، بدأ والتز يدعو إلى إعادة تقييم أهداف الولايات المتحدة في أوكرانيا، وتساءل عن المصلحة الأمريكية التي تأتي من الدفع بالمزيد من الموارد والكنوز في منطقة المحيط الهادئ.
وفيما يتعلق بموقف ترامب من الناتو، يبدو والتز مؤيدًا لفكرة حث الدول على إنفاق المزيد من ميزانيتها على الدفاع، ولكنه في نفس الوقت لا يؤيد تهديد ترامب بالانسحاب من الحلف.
وأظهر والتز ولاءه لترامب في وقت سابق من هذا العام عندما مثل في جلسة استماع ترامب في 16 مايو أيار في مانهاتن وهو واحد من عدد قليل من المشرعين الذين فعلوا ذلك.
كيف ينعكس تعيين والتز على الجيش؟
قد يحفز تعيين والتز – الذي كان مرشحًا لمنصب وزير الدفاع – في منصب مستشار الأمن القومي لترامب، غضب الكثيرين من أفراد الجيش.
وكان والتز أحد المؤيدين لإقالة الجنرالات والبيروقرطين الذين لم يقدموا أداءًا جيدًا داخل البنتاغون، كما انتقد بعض المسؤولين العسكريين.
وقال والتز إنه مع هذا الكم من التجاوزات داخل المنظومة وعدم وجود محاسبة أو طرد من العمل، فلن تكون المنظومة قادرة على العمل في ظل ثقافة المساءلة.
ويأتي ذلك في ظل مواقف أكثر قتامة محتملة من ترامب تجاه البنتاغون والقادة العسكرين، إذ تُشير التوقعات إلى حملة متوقعة من الإقالات بحق جنرالات ومسؤولين عسكريين، بعد أن واجه الرئيس المنتخب معارضة قوية في بعض القرارات خلال ولايته الأولى.