أحداث جارية سياسة

من ترامب إلى المريخ.. أبرز التنبؤات التي أخطأ فيها «ذا سيمبسونز»

لقطة من مسلسل «ذا سيمبسونز»

لطالما اعتاد محبو مسلسل «ذا سيمبسونز» الشهير مراجعة حلقاته وربطها بالأحداث السياسية والاقتصادية والبيئية الكبرى، في محاولة لاستخلاص التنبؤات التي نجح المسلسل في تقديمها، بل وأحيانًا تم تداولها على أنها رؤى مستقبلية حقيقية، ومع اقتراب الانتخابات الأمريكية لعام 2024، توجه العديد من المتابعين مجددًا إلى هذه الحلقات بحثًا عن إشارات قد تكشف عن نتيجة الانتخابات المقبلة، خاصة بعد فوز دونالد ترامب في انتخابات سابقة.

ورغم أن المسلسل الكوميدي أثبت قدرته المدهشة في التنبؤ بعدد من الأحداث المستقبلية بدقة غير متوقعة، يبدو أنه أخفق هذه المرة في تقديم صورة واضحة لما سيحدث في المستقبل السياسي الأمريكي.

لكن الانتخابات الأخيرة ليست الوحيدة التي أخطأ فيها برنامج الرسوم المتحركة الذي بدأ عرضه في 1989، فهناك العديد من التنبؤات التي لم تتحقق، خاصة تلك التي تتعلق بالسياسة الأمريكية، ما يفتح المجال للتساؤل عن مدى صحة التوقعات المستقبلية التي يروج لها.

امرأة في البيت الأبيض

في حلقة «بارت إلى المستقبل» التي عرضت عام 2000، تخيل المسلسل ليزا سيمبسون رئيسة للولايات المتحدة بعد انتهاء فترة حكم ترامب، حيث عرض مشهدًا لها في المكتب البيضاوي تقول فيه: “لقد ورثنا أزمة مالية كبيرة من الرئيس ترامب”.

هذا المشهد أثار جدلًا كبيرًا عندما تولى ترامب الرئاسة، إذ افترض العديد من المتابعين أن المسلسل قد تنبأ بانتقال السلطة إلى امرأة بعده. ولكن الحقيقة جاءت مغايرة تمامًا، ففي انتخابات 2020، تولى جو بايدن الرئاسة خلفًا لترامب، ولم يتم الانتقال الفوري إلى امرأة، رغم أن كامالا هاريس أصبحت أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس في تاريخ الولايات المتحدة.

ورغم التشابه بين مظهر هاريس وليزا في الحلقة، لم تتحقق الفكرة التي تصورت “انتقال فوري” للسلطة إلى امرأة، سواء في 2020 أو في الانتخابات المقبلة.

 إخفاقات أخرى

في حلقة عام 1995، تصوّر «ذا سيمبسونز» مستقبلًا مليئًا بمكتبات تديرها الروبوتات، ورغم التقدم الكبير في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ما زال أمناء المكتبات البشر يحتفظون بأدوارهم الرئيسية، حيث تُسهم التكنولوجيا في دعم أعمالهم وليس في استبدالهم. وفي حلقة «دراما المستقبل» التي أذيعت عام 2005، تنبأ المسلسل بظهور السيارات الطائرة كوسيلة نقل شائعة بحلول عام 2013. ورغم التقدم الهائل في مجالات الطيران والتكنولوجيا، لم تصبح السيارات الطائرة جزءًا من واقعنا اليومي، بل تظل مجرد فكرة تروّج لها أفلام الخيال العلمي.

وفي الحلقة نفسها، أيضًا، تخيل المسلسل روبوتات تقوم بالأعمال المنزلية باستخدام تقنية التحكم بالعقل بحلول العقد الثاني من الألفية. ورغم الابتكارات في مجال المنازل الذكية، لم تُصبح هذه الروبوتات جزءًا من حياتنا اليومية كما تم التنبؤ به.

فوز أمريكا بكأس العالم

في حلقة «زفاف ليزا» عام 1995، تنبأ المسلسل بأن ساعة «بيج بن» الشهيرة في لندن ستتحول إلى ساعة رقمية بحلول عام 2010، لكن الواقع أثبت أن الساعة ما زالت تحتفظ بمظهرها التقليدي، مما يعكس قوة الرموز التاريخية وقدرتها على الصمود أمام التغيرات التكنولوجية.

وفي العام نفسه تنبأ «ذا سيمبسونز» أيضًا بفوز الولايات المتحدة على البرتغال في نهائي كأس العالم، لكن رغم تحسن أداء منتخب الولايات المتحدة في كرة القدم، فإن الفريق لم يفز بعد بلقب كأس العالم، مما يجعل هذا التنبؤ أيضًا غير دقيق.

حفلات الهولوجرام

في حلقة «شجرة الرعب» عام 2002، عُرض حفل هولوجرامي لفرقة برنس، ورغم أن هذه التقنية أصبحت شائعة في الحفلات الموسيقية لفنانين متوفين، فإن أسرة برنس لم توافق حتى الآن على استخدام الهولوجرامات لتنظيم جولة موسيقية للفرقة.

استعمار المريخ

في إحدى الحلقات، تنبأ «ذا سيمبسونز» بأن البشر سيؤسسون مستوطنة على كوكب المريخ بحلول عام 2026. ورغم وجود خطط طموحة من وكالات الفضاء مثل ناسا لاستكشاف المريخ، فإن استعمار الكوكب ما زال بعيدًا جدًا ويحتاج إلى عقود من الزمان لتحقيقه.

تقادم منتجات أبل

في بعض الحلقات، صور المسلسل أن منتجات أبل ستصبح قديمة ويحل محلها تقنيات جديدة، ولكن الواقع يكشف عن استمرار أبل في ريادة سوق التكنولوجيا، حيث تحقق إيرادات قياسية وابتكارات متجددة، مما يبطل تلك التوقعات.

التحولات العقارية

في إحدى الحلقات، تنبأ «ذا سيمبسونز» أن مدينة «سبرينجفيلد» ستتحول إلى مدينة ذات أسعار عقارية مرتفعة على غرار مدينة نيويورك. ورغم التغيرات التي طرأت على المجتمع الأمريكي، ما زالت سبرينجفيلد تحتفظ بطابعها كمدينة ذات أسعار عقارية معقولة، بعيدًا عن التصور الذي قدمه المسلسل.

وهكذا بينما أثبت «ذا سيمبسونز» نفسه كمرجع ثقافي في التنبؤ بالأحداث المستقبلية، فإن بعض تنبؤاته لم تتحقق كما كان يتوقعها الجمهور. ورغم أن المسلسل نجح في تقديم رؤى لافتة حول بعض الجوانب المستقبلية، فإنه عجز عن التنبؤ بتفاصيل دقيقة متوافقة مع الواقع. وهكذا يبرز المسلسل بمزيج من الخيال الكوميدي الذي يسلط الضوء على الفارق بين الحلم والتوقع الواقعي، مظهرًا حدود ما يمكن تحقيقه من تنبؤات في إطار السخرية والفنتازيا.