شهدت الجولة الأخيرة من دوري أبطال أوروبا نتائج قلبت موازين التوقعات وأثارت قلق جماهير الأندية الكبرى بشكل خاص، إذ عانت بعض الفرق الكبيرة من خسائر غير متوقعة وضعتها في مواقف صعبة، بينما حققت فرق أخرى مفاجآت إيجابية جعلتها تقترب من مراكز التأهل المباشر.
وكانت خسارة ريال مدريد أمام ميلان، وسقوط مانشستر سيتي بنتيجة ثقيلة أمام سبورتينج لشبونة، بالإضافة إلى تعثر باريس سان جيرمان أمام فرق أقل تصنيفًا، نقاط تحول أضافت المزيد من الإثارة إلى مجريات البطولة، التي باتت تشهد تنافسا حادًا يعجب مشجعو كرة القدم، الذين يعتبرون هذه المسابقة هي البطولة الأهم في بطولات كرة القدم العالمية
ورغم هذه النتائج المثيرة، ما تزال الفرق المتعثرة تتمسك ببعض الأمل في التأهل، مستفيدة من النظام الجديد للبطولة الذي يمنح مزيدًا من الفرص للفرق الكبرى لتصحيح مسارها.
وبدأ الاتحاد الأوروبي هذا الموسم من دوري الأبطال نظامًا جديدًا، إذ تتنافس 36 فريقًا في دوري واحد لأول مرة، بدلاً من تقسيمهم إلى مجموعات، ويلعب كل فريق 8 مباريات أمام فرق مختلفة، في أربع مباريات على أرضه ومثلها خارجها، وعند انتهاء هذه المرحلة، تتأهل الفرق الثمانية الأوائل مباشرة إلى دور الـ16، بينما تخوض الفرق من المركز التاسع إلى الرابع والعشرين مواجهات فاصلة على التأهل، فيما تُقصى الفرق من المركز 25 إلى 36 من المنافسة.
بينهم ريال مدريد.. الكبار في الذيل
بدأت هذه التغييرات تلقي بظلالها على الفرق الكبرى، وعلى رأسها ريال مدريد، الذي يحتل المركز 18 حاليًا برصيد 6 نقاط بعد هزيمتين في مبارياته الأربع، آخرها الخسارة غير المتوقعة أمام ميلان في سانتياجو برنابيو، ما يجعل أمامه تحدٍ صعب، فهو بحاجة ماسة لتحقيق انتصارين على الأقل في المباريات المقبلة للوصول إلى 12 نقطة، وهو ما قد يساعده في البقاء ضمن دائرة المنافسة عبر المواجهات الفاصلة.
غير أن الخطورة تكمن في أنه لا يمكنه تحمل خسارة أخرى، إذ قد يعني ذلك تقلص فرصه في التأهل إلى الأدوار المتقدمة.
أما مانشستر سيتي، المصنف كأحد أفضل الأندية الأوروبية، فتعثّر أيضًا بشكل مفاجئ بخسارته أمام سبورتينج لشبونة، ليتراجع إلى المركز العاشر برصيد 7 نقاط. ورغم التوقعات العالية التي حظي بها السيتي، فإن أداءه المتذبذب أجبره الآن على ضرورة الفوز في مباراتين من أصل الثلاث المتبقية لضمان بقائه ضمن العشرة الأوائل، الأمر الذي سيجنبّه الدور الفاصل.
وتشير التوقعات إلى إمكانية تحقيق هذا الهدف إذا استعاد السيتي توازنه وسرعته المعهودة في المباريات المقبلة، ليصعد ربما إلى المركز الثامن، محققًا التأهل المباشر.
بدوره، يبدو أن باريس سان جيرمان في موقف أكثر حرجًا، إذ يقعى في المركز 25 بعد تعثرين متتاليين.
ويواجه الفريق الباريسي خطر الخروج المبكر ما لم يحقق الفوز في المباراتين القادمتين ليصل إلى 10 نقاط، الحد الأدنى للمرور عبر المواجهات الفاصلة، وفي ظل هذا الضغط، يبدو أن الجهاز الفني في سباق مع الزمن لتدارك الأخطاء، لأن الخروج من هذا الدور سيُعد إخفاقًا كبيرًا للفريق الطامح إلى الألقاب الأوروبية.
أحصنة كثيرة في السباق
في المقابل، أظهرت فرق أخرى أداءً مذهلًا فاجأ الجميع، وعلى رأسها سبورتينج لشبونة، الذي قفز إلى المركز الثاني برصيد 10 نقاط بعد فوزه المستحق على مانشستر سيتي، مما جعله مرشحًا قويًا للتأهل المباشر إلى دور الـ16. وفي سياق مماثل، يواصل سيلتك تقدمه بثبات بعد فوزه على لايبزيج، ليصل إلى المركز 15 برصيد 7 نقاط، مما يعزز فرصه في التأهل إلى الأدوار الإقصائية.
وفي ظل هذه المعطيات، تصبح حسابات النقاط أكثر أهمية، فالفرق الطامحة للتأهل المباشر تحتاج إلى 15 نقطة على الأقل، أي تحقيق خمسة انتصارات، لضمان التأهل المباشر إلى دور الـ16، بينما قد يكفي وصول الفرق الأخرى إلى 10 نقاط فقط للتأهل عبر المواجهات الفاصلة، مما يعني ضرورة الفوز بثلاث مباريات وتعادل واحد على الأقل.
تنعكس هذه الصراعات على ترتيب الفرق وتزيد من حدة المنافسة، فمع تصدر ليفربول بجدارة برصيد 12 نقطة من أربع مباريات، وفي ظل سعي الفرق الأخرى لتحسين مراكزها والتأهل المباشر، يبدو أن البطولة ستشهد صراعًا حتى آخر اللحظات، بين الفرق الكبرى التي تطمح لاستعادة مجدها، والفرق الصاعدة التي تبذل قصارى جهدها في ظل هذا النظام الجديد الذي يجعل كل مباراة محطة مفصلية في مسار البطولة.