سياسة

الانتخابات الأمريكية الأكثر إثارة للجدل على مر التاريخ

تعتبر هذه الانتخابات ليست مجرد تنافس بين مرشحين، بل تعبيرًا عن الانقسامات والتحولات الاجتماعية التي شهدتها الولايات المتحدة عبر عصور مختلفة

يعد التاريخ الأمريكي مليء بالانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي لم تكن مجرد صراعات انتخابية، بل انعكاسات للصراعات الاجتماعية والسياسية في البلاد، ونستعرض خلال السطور التالية 9 من أبرز الانتخابات الرئاسية التي أثارت الجدل.

الانتخابات الأمريكية الأكثر إثارة للجدل على مر التاريخ

1800

تعتبر انتخابات عام 1800 من أكثر الانتخابات المثيرة للجدل في التاريخ الأمريكي، حيث شهدت تعادل توماس جيفرسون ونائبه آرون بور بسبب خطأ في التنسيق بين الناخبين.

واضطر الكونغرس للتدخل وحسم النتيجة لصالح جيفرسون بعد ضغوط من ألكسندر هاملتون، الذي كان يرى أن جيفرسون خيار أفضل من بور.

1824

في هذه الانتخابات، لم يحصل أي مرشح على الأغلبية الانتخابية، مما دفع مجلس النواب لحسم النتيجة لصالح جون كوينسي آدامز على حساب أندرو جاكسون الذي كان قد فاز بالتصويت الشعبي.

وأطلق جاكسون على تلك النتيجة “صفقة فاسدة” وحقق الفوز في الانتخابات التالية عام 1828.

1860

جرت هذه الانتخابات في ظل توتر حاد بين الشمال والجنوب حول قضية العبودية، وفاز أبراهام لينكولن بالانتخابات دون أن يكون مدرجًا في قائمة التصويت في معظم الولايات الجنوبية، مما أدى لانفصال عدة ولايات جنوبية وبداية الحرب الأهلية الأمريكية.

1876

حصد الديمقراطي صامويل تيلدن أكثر من خصمه رذرفورد هايز في التصويت الشعبي، لكن القضية حُسمت لصالح هايز بعد إنشاء لجنة من الكونغرس لتسوية النزاع في أصوات ولايات متنازع عليها.

تمت تسوية القضية في المفاوضات في فندق ورملي في واشنطن العاصمة في فبراير 1877، حيث قبل الديمقراطيون فوز هايز بشرط أن يزيل هايز جميع القوات الفيدرالية من الجنوب، من بين شروط أخرى.

وعززت التسوية سيطرة الديمقراطيين على المنطقة، مما أنهى فعليًا إعادة الإعمار وعكس المكاسب التي حققها الأمريكيون من أصل أفريقي خلال حقبة ما بعد الحرب الأهلية.

1912

عاد ثيودور روزفلت، الرئيس السابق، لخوض الانتخابات بعد خلافه مع خليفته ويليام تافت، مما أدى لانقسام أصوات الجمهوريين وفوز الديمقراطي وودرو ويلسون.

1948

رغم التوقعات الكبيرة بخسارة هاري ترومان، إلا أن حملته القوية ضد الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون قادت إلى فوزه.

ونشرت صحيفة شيكاغو تريبيون عنوانًا مفاده “ديوي يهزم ترومان” قبل ظهور النتائج الحقيقية، لتصبح من أكثر الأخطاء الصحفية شهرة.

2000

كانت الانتخابات بين آل جور وجورج بوش من أكثر الانتخابات المثيرة للجدل في العصر الحديث، حيث استمرت عمليات إعادة الفرز في فلوريدا لأسابيع حتى تدخلت المحكمة العليا وأوقفت إعادة الفرز، مما أدى لفوز بوش.

2016

انتصر دونالد ترامب في المجمع الانتخابي رغم خسارته في التصويت الشعبي أمام هيلاري كلينتون. اتسمت هذه الانتخابات بتوترات عميقة حول قضايا الهجرة، الأمن القومي، وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على آراء الناخبين.

2020

جاءت انتخابات 2020 وسط ظروف استثنائية أبرزها جائحة كوفيد-19 التي بدأت في أواخر 2019، مما اضطر ملايين الأمريكيين للتصويت مبكرًا أو عبر البريد، وأثار هذا الأسلوب الجديد مخاوف بشأن تأخر النتائج، التي تأكدت بعد أيام من انتهاء عملية الاقتراع.

وزاد الجدل حينما شكك ترامب في نزاهة التصويت بالبريد ورفض الالتزام بقبول النتائج حال خسارته، وبعد خسارته، قام برفع دعاوى قانونية للطعن في النتائج، غير أن المحاكم رفضت معظمها.

وبلغت الأزمة ذروتها في 6 يناير 2021 حينما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول خلال تصديق الكونغرس على النتائج، وأدى هذا الاقتحام إلى عزل ترامب من قبل مجلس النواب، لكنه بُرئ لاحقًا في مجلس الشيوخ.

ترامب يحسم انتخابات 2024

نجح الرئيس السابق دونالد ترامب في حسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالحه والفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض، ليصبح أول رئيس مُدان يُنتخب للمنصب الأعلى في الولايات المتحدة، وثاني شخص في التاريخ يُنتخب لفترتين غير متتاليتين في الرئاسة.

عقب إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، أكد الرئيس المنتخب دونالد ترامب في خطاب أمام مؤيديه صباح اليوم الأربعاء أن فوزه يشكل “انتصارًا سياسيًا لم تشهده بلادنا من قبل”.

وقد كان ترامب بحاجة للفوز بولاية بنسلفانيا ليتمكن من إغلاق الطريق أمام نائبة الرئيس كامالا هاريس، مانعًا إياها من تحقيق 270 صوتًا انتخابيًا المطلوب للوصول إلى البيت الأبيض.

وفي كلمته من مركز مؤتمرات ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، حيث تابع مؤيدوه نتائج الانتخابات، شكر ترامب الشعب الأمريكي على منحه “الشرف الاستثنائي” ليصبح الرئيس السابع والأربعين، بعد ولايته السابقة كالرئيس الخامس والأربعين.

تعهد ترامب بأن تكون ولايته الثانية “العصر الذهبي لأمريكا”، مؤكدًا استعداده للقتال يوميًا من أجل الشعب الأمريكي. وقال: “لن أرتاح حتى نسلم أمريكا قوية، آمنة، ومزدهرة، كما يستحقها أطفالنا وتستحقونها أنتم”.

المصدر:

history