على مدار أشهر متواصلة قبل يوم الاقتراع، كان ترامب يركّز على تحقيق هدف واحد وهو الفوز بالرئاسة للثأر من الخسارة التي لحقت به خلال انتخابات 2020 أمام جو بايدن.
ولتحقيق هذا الهدف، لعب ترامب على قضيتين أساسيتين وهما ارتفاع الأسعار والهجرة غير الشرعية عبر الحدود الجنوبية للبلاد، واللتان تؤرقان الأمريكيين بشكل كبير.
وكانت تلك القضايا هي الثقل الذي أُضيف لكفة ترامب الانتخابية، والتي جعلته يجمع ما يزيد عن 270 صوتًا في المجمع الانتخابي لازمة للفوز بالبيت الأبيض.
وفيما يلي أهم الملاحظات المعتمدة على نتائج استطلاعات الرأي:
مزاج الناخبين السيئ
تركت فترة ولاية بايدن الأمريكيين في مزاج سيئ، بحسب ما أظهرته نتائج استطلاع للرأي أجرته شركة إديسون للأبحاث.
وقال ثلاثة أرباع المستجيبين إن البلاد تنزلق وتسير في اتجاه سلبي، إذ أيد 71 من الناخبين الجمهوريين، و16% أيدوا ترامب.
وفيما يتعلق بالمخاوف الاقتصادية، قال 79% أنهم قلقون من بايدن، في مقابل 20% فقط أعربوا عن قلقهم حال فوز ترامب.
وبالنسبة للإجهاض وهي القضية التي تُعتبر ميزة تنافسية لهاريس، أيد 51% المرشحة الديمقراطية، ممن يعتبرون أن الإجهاض يجب أن يكون قانونيًا.
وحصل ترامب على نسبة تأييد قدرها 47% في نفس القضية، على الرغم من مناداته بتقنين الإجهاض، وهذا ما ألغى واحدة من أكبر مزايا هاريس.
وقال ترامب إنه يعارض حظرًا فيدراليا للإجهاض لكن الولايات حرة في تمرير قوانين مقيدة أو غير مقيدة حسب اختيارها.
الناخبون الملونون
خلال الانتخابات الحالية، حظي ترامب بتأييد أوسع من الناخبين الذكور الملونين والذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا، مقارنة بانتخابات 2020.
كما ركّز ترامب على استقطاب الأصوات النسائية في الضواحي من أجل الانتصار على ترامب، إذ أظهرت الاستطلاعات أن ترامب يحظى بتأييد 51% من الناخبات البيض مقابل 47% لهاريس.
وبذلت حملة ترامب أيضًا جهدًا كبيرًا لإقناع الناخبين السود واللاتينيين بالانشقاق عن الحزب الديمقراطي، وكانت هناك بعض المؤشرات على أن هذه الجهود آتت ثمارها.
وارتفعت حصة ترامب من الناخبين السود في ولاية كارولينا الشمالية من 5% خلال انتخابات 2020 إلى 12% في انتخابات 2024.
وقال الاستطلاع إنه حصل على دعم 20٪ من الناخبين الذكور السود، كما زادت حصته من الناخبين الذكور اللاتينيين بنسبة 18 نقطة مئوية مقارنة بأربع سنوات مضت.
وفي نيفادا ارتفعت حصة مؤيدي ترامب من الناخبين اللاتينيين بنسبة 11 نقطة مئوية، فيما ارتفعت 4 نقاط في أريزونا مقارنة بانتخابات 2020.
وتُشير الأرقام إلى أن ترامب كان في طريقه لتحقيق أداءًا جيدًا أفضل مما فعله الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش قبل 20 عامًا، عندما حصل بوش على 44٪ من الناخبين من أصل إسباني.
وذهبت التوقعات أيضًا إلى أن ترامب كان على مقربة من الفوز بولاية نورث كارولينا، على الرغم من أن استطلاعات الرأي كشفت أن تأييده في تلك الولاية انخفض بـ4 نقاط مئوية عن الانتخابات السابقة.
ولكن دعم ترامب بين الناخبين البيض انخفض في ولاية بنسلفانيا بنسبة 3 نقاط مئوية، مقارنة بالانتخابات الماضية، كما تراجع بـ4 نقاط مئوية بين الناخبين الذكور البيض.
وفي نفس الوقت، تمكّن من تعويض هذا الفارق من خلال دعم الناخبين الملونين.
الفجوة بين الجنسين
سعت هاريس للحصول على دعم الناخبات في ظل دعمها لقضايا مثل الإجهاض، من خلال استغلال الفجوة بين الجنسين.
ولكن في ظل الدعم الكبير الذي حظي به ترامب من الناخبات البيض، تلقت هاريس تأييدًا واسعًا من الناخبات السود.
وفي ولايتي جورجيا وبنسلفانيا، حافظ ترامب عن نفس التأييد الذي حظي به بين الناخبات البيض في عام 2020.
على العكس من ذلك، أولت حملة ترامب اهتماما كبيرا لجذب الناخبين الذكور، وخاصة الشباب، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والرياضة والبودكاست والألعاب عبر الإنترنت.
ووفق استطلاعات الرأي الوطنية، حصلت هاريس على دعم أقل بين النساء بنسبة 54% مقارنة ببايدن في 2020، حينما حصل على 57%.
الفئات العمرية
كشفت استطلاعات الرأي على أن الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عامًا كانوا أكثر تأييدًا لترامب، ويتفوق على هاريس بشكل أكبر في المرحلة العمرية فوق 45 عامًا.
وفي ميشيغان وويسكونسن، ارتفع ترامب بنسبة 5 نقاط مئوية مع إجمالي الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا مقارنة بأربع سنوات مضت، في نيفادا، قفز 6 نقاط مع هؤلاء الناخبين.
كما حظي ترامب بتأييد الناخبين الجدد، ولكنها كانت نسبة صغيرة من إجمالي الناخبين، وتقول على هاريس في هذا الجانب بـ9 نقاط مئوية.
لكن في الفئة العمرية التي تتخطى الـ65 عامًا، كانت حظوظ ترامب ضعيفة، إذ تراجعت حصته بنسبة 11% في ويسكونسن عن عام 2020، فيما انخفضت بـ6 نقاط في ولاية ميشيغان.
المصدر: رويترز