سياسة

كيف ترى روسيا فوز “ترامب” برئاسة أمريكا؟

وكانت العلاقات بين موسكو وواشنطن قد شهدت توتراً غير مسبوق منذ هجوم روسيا على أوكرانيا عام 2022، ما أدى إلى أكبر مواجهة بين الطرفين منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، والتي كادت أن تؤدي إلى حرب نووية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة

في أول تعليق له على فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قال الكرملين اليوم الأربعاء إن الولايات المتحدة ما زالت تعتبر “دولة معادية” لروسيا، مشيراً إلى أن الزمن وحده سيكشف ما إذا كانت وعود ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا ستتحول إلى واقع.

علاقات متوترة

وكانت العلاقات بين موسكو وواشنطن قد شهدت توتراً غير مسبوق منذ هجوم روسيا على أوكرانيا عام 2022، ما أدى إلى أكبر مواجهة بين الطرفين منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، والتي كادت أن تؤدي إلى حرب نووية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.

وتمثل إعادة انتخاب ترامب عودة لافتة بعد أربع سنوات من خسارته، مما ينبئ بمرحلة جديدة قد تختبر المؤسسات الديمقراطية الأمريكية والعلاقات الخارجية.

وأدلى المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بتصريحات حذرة حول ترامب، لافتاً إلى وعوده بإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنه شدد على أن الوقت وحده سيحدد ما إذا كانت هذه الوعود ستتحول إلى خطوات عملية.

أشار بيسكوف إلى أن العلاقات مع واشنطن في أدنى مستوياتها، وأنه لا يعرف ما إذا كان الرئيس فلاديمير بوتين ينوي تهنئة ترامب بفوزه

وصرح بيسكوف للصحفيين قائلاً: “يجب ألا ننسى أننا نتحدث عن دولة غير صديقة تشارك بشكل مباشر وغير مباشر في حرب ضد دولتنا”.

وأشار إلى أن العلاقات مع واشنطن في أدنى مستوياتها، ولا يعرف ما إذا كان الرئيس فلاديمير بوتين ينوي تهنئة ترامب بفوزه.

الولايات المتحدة ودورها في إنهاء الصراع

أكد بيسكوف أن الولايات المتحدة تمتلك القدرة على التأثير في إنهاء الصراع في أوكرانيا، مضيفاً: “قد يستغرق الأمر بعض الوقت، لكن للولايات المتحدة القدرة على تغيير مسار سياستها الخارجية. هل سيحدث هذا التغيير، وكيف؟ سنرى بعد تنصيب الرئيس في يناير المقبل”.

الدبلوماسيون: العلاقات في أسوأ حالاتها منذ الحرب الباردة

قال دبلوماسيون روس وأميركيون إن العلاقات بين القوتين النوويتين لم تصل إلى هذا المستوى المتدني سوى خلال فترة الحرب الباردة.

وقد أكد مسؤولون روس، بما فيهم بوتين، قبل الانتخابات أن نتائجها لن تؤثر على موقف موسكو، رغم تفضيل الإعلام الرسمي الروسي لترامب.

أكدت وزارة الخارجية أن روسيا ستعمل مع الإدارة الجديدة عندما تستلم مهامها، وستواصل الدفاع عن مصالحها الوطنية بكل حزم، بما في ذلك تحقيق الأهداف المتعلقة بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا

الخارجية الروسية: لا أوهام حول ترامب

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو لا تحمل أوهاماً بشأن ترامب، مشيرة إلى أن هناك موقفاً مناهضاً لروسيا من الحزبين بين النخبة الأمريكية.

وأكدت الوزارة أن روسيا ستعمل مع الإدارة الجديدة عندما تستلم مهامها، وستواصل الدفاع عن مصالحها الوطنية بكل حزم، بما في ذلك تحقيق الأهداف المتعلقة بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

ومن جانبه قال كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي، إن انتخاب ترامب قد يوفر فرصة لإعادة ضبط العلاقات بين البلدين.

وأضاف دميترييف، المصرفي السابق في “جولدمان ساكس”، أن هذه النتائج “تفتح فرصاً جديدة للتقارب بين موسكو وواشنطن”.

إنهاء الحرب في أوكرانيا

كان ترامب قد تعهد بإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، لكنه لم يكشف عن التفاصيل الدقيقة لخطة السلام المحتملة.

وفي المقابل، قال بوتين إنه مستعد للحوار، لكن بشرط أن يتم الاعتراف بالمطالبات الإقليمية لروسيا، وهو ما ترفضه القيادة الأوكرانية بشدة وتعتبره استسلاماً.

، قال الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف إن فوز ترامب قد يكون له أثر سلبي على أوكرانيا، إذ تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الأمريكي

يأتي هذا في الوقت الذي تواصل فيه القوات الروسية التقدم على الأراضي الأوكرانية، حيث تسيطر حالياً على نحو خمس مساحة البلاد، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في 2014، ونحو 80% من منطقة دونباس الصناعية و70% من منطقتي زابوريزهيا وخيرسون.

قد يكون خبراً سيئاً لأوكرانيا

في تعليقه على نتائج الانتخابات، قال الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف إن فوز ترامب قد يكون له أثر سلبي على أوكرانيا، إذ تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الأمريكي.

وأشار إلى أن ترامب، بوصفه رجل أعمال، يكره بشدة إنفاق الأموال على ما يعتبره مساعدات غير ضرورية.

المصدر:

Reuters