أحداث جارية سياسة

الصين تستعد لمزيد من المنافسة بعد عودة ترامب للبيت الأبيض

الصين تستعد لمزيد من المنافسة بعد عودة ترامب للبيت الأبيض

في أول تعليق على فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة، قالت الصين إنها ستتعاون مع الولايات المتحدة في إطار الاحترام المتبادل بين البلدين.

ولكن المراقبين يتوقعون أن تشهد الأيام المقبلة منافسة قوية بين أكبر قوتين في العالم، وخصوصًا فيما يتعلق بالتجارة والتقنية والأمن.

وردًا على سؤال حول تأثير عودة ترامب للبيت الأبيض على العلاقات الأمريكية الصينية، خلال مؤتمر صحافي في بكين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماو نينغ: “سياستنا تجاه الولايات المتحدة ثابتة”.

وأكد نينغ أن الصين ستعمل على إدارة علاقتها مع الولايات المتحدة بما يضمن التعاون المربح للجانبين.

ولاية “نارية” لترامب

ويقول المحللون إن فترة ترامب من المتوقع أن تشهد المزيد من الخطابات النارية والرسوم الجمركية التي هدد بها الرئيس الحالي من قبل.

ولكن في نفس الوقت يقول آخرون إن سياسة ترامب الخارجية التي تتسم بالانعزال، ربما تمنح الصين المزيد من الفراغ لتوسيع نفوذها العالمي.

وعلى الرغم من أن ترامب ليس المرشح المفضل لبكين، إلا أن فوزه لم يكن مفاجئًا بالنسبة للصين، إذ إن نتائج استطلاعات الرأي السابقة للانتخابات كانت متقاربة إلى حد كبير، بحسب الزميل البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، تونغ تشاو.

وفي كل الأحوال ستسعى القيادة الصينية للحفاظ على مظهر الود في العلاقات مع ترامب، مع تكثيف الجهود لإبراز قوة الصين وقوتها.

ويقول مدير مركز الأمن الدولي والاستراتيجية في جامعة تسينغهوا في بكين، دا وي، إن فوز ترامب قد يُشكّل تحديًا بالنسبة للصين والولايات المتحدة.

وأضاف أن هذا التوقع نابعًا من المقترحات والإجراءات التي اتبعتها حملته في فترة ولايته السابقة.

مقترح ترامب لزيادة التعريفات الجمركية

كان ترمب قدم مقترحًا بزيادة التعريفات الجمركية على الواردات الصينية بنسبة 60%، وإنهاء الوضع التجاري للدولة الأولى بالرعاية في الصين.

ويُنذر هذا المقترح باحتمال اندلاع حرب تجارية بين بكين وواشنطن، ما زاد التوتر لدى القيادة الصينية.

وتُصدّر الصين سنويًا سلعًا بقيمة 400 مليار دولار إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مئات المليارات التي تجمعها من التجار الأمريكيون الذين يشترون مكونات صينية أخرى.

ويقول تشاو إن الصين تشعر بالقلق من الحرب التجارية المحتملة مع الولايات المتحدة بفوز ترامب، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية القوية التي تواجهها الصين.

ويضيف: “تتوقع الصين أيضا أن يسرع ترامب فصل التقنيات وسلاسل التوريد، وهي خطوة يمكن أن تهدد النمو الاقتصادي للصين وتؤثر بشكل غير مباشر على استقرارها الاجتماعي والسياسي”.

كيف تتجنب بكين حربًا تجارية مع واشنطن

يتوقع تشاو أن تحاول الصين تحقيق أكبر قدر من الاكتفاء الذاتي التقني والاقتصادي خلال الفترة القادمة، فيما ستتجه لمزيد من تعزيز العلاقات مع دول مثل روسيا.

فيما يقول الأستاذ المساعد في جامعة هونغ كونغ الذي يدرس الاستراتيجية الكبرى، بريان وونغ، إن بكين ستجهز خلال الفترة المقبلة قائمة بالصفقات المحتملة ومقايضات المصالح مع واشنطن، في محاولة للتركيز على مخاوفها الاقتصادية.

من ناحية أخرى، ستسعى الصين لتعزيز علاقاتها مع الجنوب العالمي وأوروبا ودول شمال شرق آسيا، في ظل سياسة ترامب الانعزالية ومتعددة الأطراف.

وكانت الرئيس الصيني شي جين بينغ، تواصل مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى تقارب نادر الشهر الماضي، في حين تواصلت بكين مبدئيا مع الإدارة اليابانية الجديدة هذا الخريف بعد سنوات من العلاقات المتوترة.

ويقول تشاو إن الصين تعلق الآمال على ترة ولاية ترامب الثانية لفك المزيد من الارتباط بالاتفاقيات والالتزامات الدولية، ما يمنح الصين الفرصة لتوسيع نفوذها بين القوى الناشئة.

أما فيما يخص تايوان، فتشعر هي الأخرى بالقلق من تصريحات ترامب السابقة التي قال فيها إن تايبييه عليها أن تدفع لواشنطن مقابل الدفاع عنها.

وكانت تايوان استحوذت على أعمال أشباه الموصلات الأمريكية، كما وافقت واشنطن على صفقة أسلحة لتايبييه بقيمة 2 مليار دولار، الشهر الماضي.

وتفرض تلك التحركات الأخيرة المزيد من الضغط على الصين، ولكن شين دينغلي، باحث العلاقات الدولية في شنغهاي، يقول إنه من غير المرجح أن يستمر ترامب على نفس الدعم المقدم لتايوان في المستقبل.

الصين تستعد لمزيد من المنافسة بعد عودة ترامب للبيت الأبيض

المصدر: رويترز