منذ معاهدة وستفاليا عام 1648 التي أنهت حرب الثلاثين عامًا، شهد العالم عدة مراحل رئيسية في تشكيل النظام العالمي.
بدأت هذه التحولات عقب مؤتمر فيينا (1814-1815) بعد حروب نابليون، ليظهر نظام عالمي جديد، وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، تم تأسيس “عصبة الأمم” لكنها سرعان ما سقطت.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، برز النظام الأحادي القطبية بزعامة الولايات المتحدة، ورغم تراجع نفوذها مؤخراً، إلا أنها لا تزال القوة العظمى الأبرز، ومع صعود الصين وروسيا، يمر العالم بمرحلة “رخوة” من التشكل قد تستغرق عقوداً لتكوين نظام عالمي مستقر، وسط تنافس القوى الكبرى.
ويترقب العالم نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لمعرفة النهج الذي ستتبعه الولايات المتحدة في التعامل مع الصراعات الدولية الراهنة، خاصة في ظل التباين الواضح في السياسة الخارجية بين كامالا هاريس ودونالد ترامب، الذي يعكس الفروق الجذرية في الرؤى السياسية بينهما، والذي قد يلعب دوراً حاسماً في تشكيل العلاقات الدولية والنظام العالمي المستقبلي، في ظل التنافس بين القوى العظمى الطامحة للصدارة.
دعم الحلفاء وتعزيز التعاون الدولي
قال الكاتب والباحث السياسي منيف الحربي إن كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، تتبنى موقفاً يدعم حلف الناتو ويركز على التعاون الدولي، وخاصة في الصراع الروسي الأوكراني.
واضاف الحربي أن هاريس تسير على خطى بايدن في حشد الدعم لأوكرانيا، حيث تمكنت إدارته من تجميع دعم من 50 دولة حول العالم لصالح كييف، في خطوة تؤكد التزام الديمقراطيين بتعزيز التحالفات العالمية.
ترامب بين الانعزالية وإحياء نهج إيزنهاور
يرى منيف الحربي أن دونالد ترامب يتبنى رؤية انعزالية أقرب لنهج الرئيس الأسبق دوايت إيزنهاور، الذي تولى الحكم خلال الحرب الكورية ونجح في إنهاء الصراع بنهج “عدم خوض الحروب”.
واشار الحربي إلى أن ترامب يميل إلى تقليل تدخل الولايات المتحدة في الصراعات الخارجية، مثل النزاع الروسي الأوكراني، ويعبر عن رغبته في إنهاء الأزمات في غزة ولبنان.
الملف النووي الإيراني
أكد منيف الحربي أنه بخلاف ما يُشاع، فإن ترامب لا يؤيد ضرب المفاعل النووي الإيراني، بل يفضل إبرام صفقة جديدة مع طهران، تختلف عن اتفاق “5+1” النووي لعام 2015.
ومع استمرار إيران في بيع النفط رغم العقوبات، يسعى ترامب لإيجاد اتفاقية تحقق المصالح الأميركية دون تصعيد عسكري.
المصدر: