تترقب إيران في الوقت الحالي ما تصفه بالنتيجة السيئة للانتخابات الأمريكية والتي تتمثل في فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر.
وبحسب استطلاعات الرأي الحديثة فإن ترامب وهاريس على مستوى متقارب من التأييد بين الناخبين.
ويسيطر القلق على القادة الإيرانيين وحلفائهم في لبنان والعراق واليمن من فوز ترامب، إذ يرون في فترة راسية محتملة له متاعب كبيرة.
أسباب قلق إيران
بحسب مسؤولين عرب وغربيين تحدثت إليهم رويترز، فإن القلق الأكبر لإيران يتمثل في منح ترامب للاحتلال الضوء الأخضر لضرب المواقع النووية في طهران.
كما يخشى الإيرانيون من تنظيم عمليات اغتيال منظمة وفرض سياسة “الضغط الأقصى” عن طريق فرض قيود وعقوبات على الصناعة النفطية.
ويتوقع المحللون أن يمارس ترامب ضغطًا على المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي للاستسلام والموافقة على التوقيع على اتفاق نووي وفق شروط أمريكية.
وقد يكون لهذا التغيير المحتمل في القيادة الأميركية آثار بعيدة المدى على توازن القوى في الشرق الأوسط، وقد يعيد تشكيل السياسة الخارجية الإيرانية وآفاقها الاقتصادية.
ولكن المحللين يقولون إنه سواء فاز ترامب أو هاريس بالانتخابات، فإن نفوذ إيران سيتضاءل، وذلك بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة المستمرة منذ أكثر من عام، والتي تستهدف بشكل أساسي تحجيم قدرات إيران ووكلائها في المنطقة.
ولكن ترامب سيكون الأكثر ضررًا على إيران، بسبب دعمه لشن عملية عسكرية للاحتلال في طهران، فإما سيسمح لها بضرب المنشآت النووية الإيرانية، أو سيفرض المزيد من العقوبات عليها.
وقال رئيس مركز الخليج للأبحاث، عبد العزيز الصغير، إن نتنياهو ينتظر اليوم الذي يعود فيه ترامب للبيت الأبيض.
هل إيران مستعدة؟
يقول أحد المسؤولين الإيرانيين إن إيران لديها خطة لجميع السيناريوهات، والدليل على ذلك هو أن طهران وجدت دائمًا طريقة لتصدير النفط رغم العقوبات الأمريكية، كما أنها تمكنت من إقامة علاقات جيدة مع كل دول العالم بغض النظر عن هوية الرئيس الأمريكي.
ولكن مسؤول إيراني يرى أن فوز ترامب سيكون “كابوسًا” على طهران، لأنه سيحاول إرضاء إسرائيل، وفرض مزيد من العقوبات ما سيتسبب في مشكلات اقتصادية لإيران.
وأعقاب الهجمات الصاروخية الإيرانية على تل أبيب في أكتوبر الماضي، قال ترامب إنه لا يسعى لخوض حرب مع إيران، ولكن على إسرائيل أن تضرب البرنامج النووي الإيراني أولًا، ثم بعد ذلك تضع خططًا لما بعد ذلك.
ويقول المؤلف والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن حسن، إن ترامب لن يتردد في منح إسرائيل الموافقات كافة لتفعل أي شيء، ولذلك فهو أسوأ بكثير من هاريس.
وقال حسن إن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل الآن أكثر من أي وقت آخر، ولذلك فهذا الوقت سيئ بالنسبة لإيران التي ينظر إليها الجمهوريون والديمقراطيون بأنها مشكلة.
وعلى الرغم من أن هاريس وصفت إيران بأنها “قوة خطيرة” وتعمل على زعزعة الاستقرار، إلا أن ترامب يظل الأسوأ.
وأضافت أن الولايات المتحدة ستعمل مع حلفائها لتعطيل “السلوك العدواني” لإيران.
المصدر: رويترز