شهد منصب نائب الرئيس الأمريكي على مدار تاريخ الولايات المتحدة تغيرات عديدة، نقلته من كونه مجرد دور رمزي إلى ناشط في السياسات وصنع القرار.
وبات منذ ذلك الوقت منصب نائب الرئيس هو ثاني أرفع منصب حكومي في الولايات المتحدة.
وتمكّن عدد قليل فقط من نواب الرؤساء الأمريكيين على مر التاريخ ترك بصمات واضحة، والآخرون واجهوا شًبهات وتُهمًا بالتستر على أفعال الرئيس أو قدرته على الحكم.
مراحل تطور منصب نائب الرئيس
في بداية الجمهورية الأمريكية في عام 1787، وبعد المؤتمر الدستوري في فيلادلفيا، تم الاتفاق على أن المرشح صاحب أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية يُصبح رئيسًا ومن لم يحالفه الحظ يُصبح نائبًا.
ولكن بحلول عام 1804، شرعت الهيئة الانتخابية التصويت بصورة منفصلة للرئيس ونائب الرئيس.
وفي عام 1960، أصبح لنائب الرئيس أدوارًا مهمة بعد أن كانت غامضة ومن بينها: رئاسة مجلس الشيوخ، والتصويت في حالة التعادل، وإدارة البلاد حال وفاة الرئيس أو استقالته، وصلاحية عزل الرئيس.
وفي ذلك الوقت اعترض إلبريدج جيري، الذي سيُصبح خامس نائب رئيس للولايات المتحدة فيما بعد، على ترأس نائب الرئيس السلطة التشريعية وقال إنها ستكسر العلامة بين المنصبين، وكان الأفضل أن يتولى الرئيس هذا المنصب.
التعديل الـ25
يمثل هذا التعديل الذي تم التصديق عليه في عام 1967 التغيير الأكبر في منصب نائب الرئيس، والذي حدد التصرف في حالات عدم قدرة أو إعاقة الرئيس أو نائب الرئيس بشكل أفضل.
ونص التعديل على أن نائب الرئيس يصبح رئيسًا “في حالة إقالة الرئيس من منصبه أو وفاته أو استقالته”.
كما سمح التعديل للرئيس والكونغرس بترشيح نائب رئيس جديد والموافقة عليه عندما يصبح ذلك المنصب شاغرًا.
ومنح التعديل للرئيس الصلاحية لإبلاغ الكونغرس بعدم قدرته على القيام بمهام وظيفته، وبالتالي تعيين نائب الرئيس ليتولى مهامه لحين استئناف الرئيس لعمله.
أبرز من تولوا منصب نائب الرئيس الأمريكي
ومع تطور دور نائب الرئيس ليُصبح أكثر فعالية وتأثيرًا، برزت شخصيات مهمة في التاريخ الأمريكي من بينها جورج بوش الأب، الذي كان العقل المدبر لرونالد ريغان في ولايته.
وامتلك بوش الأب خبرة استخباراتية وقدرة على التخطيط الاستراتيجي مما ساعد الولايات المتحدة في الانتصار على حلف وارسو وتفكيك الاتحاد السوفيتي.
وبعدها بسنوات، برز ديك تشيني في فترة حرجة عندما تعرضت الولايات المتحدة لهجمات 11 سبتمبر، إذ كان العقل المدبر لغزو العراق وأفغانستان وتنسيق الحرب على الإرهاب العالمي.
ويحمل نائب رئيس الولايات المتحدة دائمًا شعار “الاستعداد لإدارة البلاد”، ونجح 8 منهم فقط في أن يًبحوا رؤساء للبلاد بعد وفاة أسلافهم، فيما أصبح 7 آخرون رؤساء من خلال الانتخاب أو الاستقالة ومنهم جو بايدن وجيرالد فورد.
المصدر: constitutioncenter