في وقت مبكر من صباح اليوم السبت، شنت إسرائيل غارات جوية على مواقع عسكرية في إيران، لكنها لم تستهدف مواقع النفط أو المنشآت النووية الحساسة في البلاد، وذلك بعد دعوات متكررة من حلفائها ودول الجوار لالتزام الهدوء. هذه الضربات تأتي كرد على هجوم إيراني سابق في أكتوبر، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت ستؤدي إلى تصعيد جديد بين البلدين.
وقد زاد خطر اندلاع نزاع واسع النطاق بين إسرائيل وإيران من حدة الأوضاع في المنطقة، التي تتأجج بالفعل بالصراعات في غزة ولبنان، إلا أنه لم يتضح ما إذا كانت هذه الضربات الليلية ستؤدي إلى مزيد من التصعيد.
وأعلنت القوات الإسرائيلية أن عشرات الطائرات قد أتمت ثلاث موجات من الغارات قبل الفجر استهدفت مصانع للصواريخ ومواقع أخرى، محذرة خصمها المسلح بشدة من الرد. وأفادت إيران أن دفاعاتها الجوية قد تصدت للهجوم بنجاح، لكن اثنين من جنودها قُتلا وتعرضت بعض المواقع لـ”أضرار محدودة”. وقد وعدت وكالة أنباء إيرانية شبه رسمية برد “متناسب” على الضربات الإسرائيلية.
كانت التوترات بين إيران وإسرائيل قد تصاعدت بسرعة بعدما أطلقت إيران حوالي 200 صاروخ باليستي على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل شخص في الضفة الغربية المحتلة، كرد على مجموعة عمليات عسكرية إسرائيلية من بينها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
تصاعد وتيرة الصراع بين جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإيران، يضاف إلى تصاعد الصراع أيضًا في لبنان، حيث تشن إسرائيل حملة مكثفة ضد حزب الله، الحليف الإقليمي الرئيسي لإيران، بهدف منع إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل، مما زاد الوضع توترًا.
ومع دعوات من الولايات المتحدة والعديد من دول الشرق الأوسط لالتزام الهدوء، تتركز الأنظار على إيران لمراقبة ردها المحتمل على ضربات اليوم.
وسائل إعلام إيرانية تقلل من الضربة
هذا ونشرت وسائل إعلام إيرانية لقطات لركاب في مطار مهرآباد في طهران، فيما يبدو أنه محاولة لتأكيد أن الأوضاع لم تتأثر بشكل كبير. وقد أفادت وسائل إعلام محلية عن سماع دوي انفجارات على مدى ساعات في العاصمة وفي قواعد عسكرية قريبة.
ونشرت وسائل إعلام إيرانية مقاطع مصورة تظهر دفاعات جوية تطلق النار باستمرار على ما يبدو أنها صواريخ قادمة في وسط طهران، دون أن تشير إلى المواقع التي تتعرض للهجوم.
وأفادت وكالة تسنيم بأن قواعد الحرس الثوري الإسلامي التي تعرضت للهجوم لم تتضرر، وأن إيران ستستأنف الرحلات الجوية اعتبارًا من الساعة 9 صباحًا (0530 بتوقيت غرينتش) بعد تعليقها خلال الهجوم الإسرائيلي. كما ذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية أن العراق سيستأنف رحلاته أيضًا.
في حين قال جيش الاحتلال إنه لا يتوقع ردًا فوريًا من إيران، وأوضحت أنه لا يوجد تغيير في تدابير السلامة العامة في أنحاء البلاد.
الأهداف التي ضربها جيش الاحتلال داخل إيران
من جانبه قال جيش الاحتلال أنه استهدف منشآت لتصنيع صواريخ شاحنات، ومنظومات صواريخ أرض-جو، مضيفةً أن طائراتها عادت بسلام إلى قواعدها.
وأضاف: “إذا ارتكب النظام في إيران خطأ بدء جولة جديدة من التصعيد، سنكون ملزمين بالرد.”
ولم تشمل الأهداف البنية التحتية للطاقة أو المنشآت النووية في إيران، بحسب مسؤول أمريكي. وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد حذر من أن واشنطن، وهي الحليف الرئيسي والمزود للأسلحة لإسرائيل، لن تدعم ضربة على المواقع النووية في طهران، كما نصح إسرائيل بالنظر في بدائل عن استهداف حقول النفط الإيرانية.
وحذرت السلطات الإيرانية مرارًا من أي هجوم إسرائيلي، وقالت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية شبه الرسمية يوم السبت، نقلاً عن مصادر، إن “إيران تحتفظ بحق الرد على أي عدوان، ولا شك أن إسرائيل ستواجه ردًا متناسبًا على أي عمل تقوم به.”
وصرح مسؤول أمريكي رفيع المستوى بأن الضربات “المستهدفة والمتناسبة” لإسرائيل ينبغي أن تكون نهاية تبادل إطلاق النار المباشر بين البلدين، لكن الولايات المتحدة مستعدة بالكامل للدفاع عن إسرائيل مجددًا إذا اختارت إيران الرد.
أمريكا كانت على علم مسبق بالهجوم
في السياق نفسه أوضحت حكومة دولة الاحتلال أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ومسؤولين أمنيين آخرين تابعوا العملية عن كثب من مركز القيادة والسيطرة التابع للجيش في تل أبيب.
وتحدث غالانت إلى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بعد فترة وجيزة من بدء الضربات الإسرائيلية. وأكد أوستن على تعزيز وضع القوة الدفاعية للولايات المتحدة للدفاع عن أفرادها وشركائها، وكذلك إسرائيل في جميع أنحاء المنطقة، بحسب بيان صادر عن البنتاغون.
وقد أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة قبل شن الضربات، لكن واشنطن لم تشارك في العملية، وفقًا لمسؤول أمريكي تحدث لوكالة رويترز.
إدانة سعودية للهجوم
من جانبها أدانت وزارة الخارجية السعودية في بيان رسمي، الضربات التي قام بها جيش الاحتلال على إيران، وأعربت الخارجية السعودية عن إدانتها واستنكارها للاستهداف العسكري الذي تعرضت له الجمهورية الإسلامية الإيرانية والذي يعد انتهاكاً لسيادتها ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية، وتؤكد المملكة على موقفها الثابت في رفضها لاستمرار التصعيد في المنطقة وتوسع رقعة الصراع الذي يهدد أمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها.
#بيان | تعرب المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها للاستهداف العسكري الذي تعرضت له الجمهورية الإسلامية الإيرانية والذي يعد انتهاكاً لسيادتها ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية، وتؤكد المملكة على موقفها الثابت في رفضها لاستمرار التصعيد في المنطقة وتوسع رقعة الصراع الذي… pic.twitter.com/50HOYByTj1
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) October 26, 2024
___________
المصدر: