مع اقتراب موسم الهالوين الذي يُعد موسمًا مزدهرًا لأفلام ومسلسلات الرعب، يتزايد الفضول لمعرفة أين تكتسب هذه الأعمال المخيفة شعبيتها الأكبر. وفقًا لاستطلاع أجرته Statista Consumer Insights بين أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024، تتصدر المكسيك قائمة الدول التي يفضل سكانها مشاهدة هذا النوع من الأفلام.. حيث أفاد 49% من المستجيبين بأنهم يشاهدون محتوى الرعب بانتظام عبر التلفاز أو الإنترنت.
أكثر الدول مشاهدة لأفلام الرعب
الرعب في المكسيك: ثقافة موروثة
في المكسيك، يبدو أن الرعب جزء لا يتجزأ من الثقافة المحلية. إدوين باغان، مؤسس موقع LatinHorror.com، يعزو هذا الحب المتجذر للرعب إلى الحكايات الشعبية التي يسمعها الأطفال المكسيكيون منذ الصغر. يقول باغان: “لطالما عشقنا قصص الأشباح والحكايات المظلمة، فهي جزء من هويتنا كشعب.” هذا الشغف يفسر لماذا تشهد المكسيك أعلى نسبة مشاهدة لمحتوى الرعب في العالم.
الولايات المتحدة: هوليوود مصنع الرعب
تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية، حيث قال 40% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يشاهدون أفلام ومسلسلات الرعب بانتظام. ورغم الشعبية الكبيرة للرعب في الولايات المتحدة، إلا أن هذا النوع يحتل المركز الخامس بين الأنواع السينمائية الأكثر مشاهدة.. بعد الكوميديا (64%)، الدراما (54%)، الإثارة/الغموض/الجريمة (50%)، والوثائقيات (48%).
وربما تكون هوليوود، التي قدمت للعالم بعضًا من أشهر أفلام الرعب على الإطلاق مثل “Halloween” و”IT”، هي المحفز الأكبر لهذا الشغف المستمر بمحتوى الرعب في الولايات المتحدة.
دول أخرى تتبنى أفلام الرعب
إلى جانب المكسيك والولايات المتحدة، تُظهر دول مثل إسبانيا (41%)، ألمانيا (38%)، وجنوب إفريقيا (37%) اهتمامًا كبيرًا بمحتوى الرعب. يبدو أن هذا النوع السينمائي يجد جمهوره في كل مكان حول العالم، حيث تتباين أسباب حب الرعب بين الثقافات، من تأثير الأساطير الشعبية إلى حب التشويق والإثارة.
الصين: انخفاض مفاجئ في الشعبية
على الطرف الآخر، تسجل الصين أدنى نسبة مشاهدة لأفلام ومسلسلات الرعب بين الدول التي شملها الاستطلاع، حيث قال 19% فقط من المستجيبين إنهم يشاهدون هذا النوع. قد يعود هذا الانخفاض إلى القيود المفروضة على نوعية المحتوى المتاح في السوق الصيني، إضافة إلى اختلاف الذوق العام مقارنةً بالدول الأخرى.
لماذا يعشق الناس الرعب؟
سواء كنت في المكسيك أو في الولايات المتحدة أو حتى في ألمانيا، يبقى الرعب نوعًا سينمائيًا يحظى بجماهيرية كبيرة. البعض يعشقه لأنه يمنحه فرصة للهروب من الواقع، والبعض الآخر يرى فيه وسيلة للتعامل مع مخاوفه. الأكيد أن قصص الرعب والموتى والأشباح لها مكانة خاصة في العديد من الثقافات حول العالم، وهي قادرة على إثارة العواطف بطرق مختلفة.
في النهاية
مع اقتراب الهالوين، لا شك أن منصات البث ستشهد ازدهارًا كبيرًا في المحتوى المرعب. من المكسيك إلى الولايات المتحدة، يبدو أن الرعب أصبح جزءًا من تقاليد المشاهدة خلال هذا الموسم. ومع تنوع الإنتاجات وزيادة جودتها، من المتوقع أن يستمر هذا النوع في جذب المزيد من المشاهدين في كل مكان.