اقتصاد

خسائر ضخمة لبوينج في أول 9 أشهر من 2024

طائرة من طراز بوينج

أعلنت شركة بوينج، عملاق صناعة الطائرات الأمريكية، عن خسائر صافية تقدر بنحو 8 مليارات دولار خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2024.

وفي تقريرها المالي للربع الثالث، الذي نُشر الأربعاء الماضي، أظهرت الشركة أن الخسائر في ذلك الربع وحده بلغت 6.2 مليار دولار، مما يجعل هذه الفترة واحدة من أسوأ الفترات في تاريخها.

تأثير الإضراب على الإنتاج

تأتي هذه الخسائر في ظل توقف الإنتاج في مصانع تجميع الطائرات في منطقة سياتل، وهو ما أثر بشكل خاص على قسم الطائرات التجارية، حيث دخل حوالي 33,000 عامل في الرابطة الدولية للميكانيكيين وعمال الفضاء (IAM) في اعتصام مفتوح منذ 13 سبتمبر الماضي، مطالبين بزيادة الأجور بنسبة 40%. ومع ذلك، أعلن العمال يوم الأربعاء الماضي رفضهم عرض بوينج الجديد لعقد العمل، مما أدى إلى استمرار الإضراب الذي تجاوز عمره خمسة أسابيع.

شمل عرض الشركة زيادة في الأجور بنسبة 35% على مدى أربع سنوات وتحسين مساهمات برنامج التقاعد (401k)، غير أن هذا العرض لم يكن كافيًا لتلبية مطالب اتحاد العمال، الذي كان يسعى إلى إعادة خطة المعاشات التقاعدية.

سنوات من الخسائر المتواصلة

تشير البيانات إلى أن عام 2024 هو السنة السادسة على التوالي التي تسجل فيها بوينج خسائر سنوية. بدأ هذا التراجع الحاد بعد الحوادث المأساوية لطائرات 737 ماكس في 2018 و2019، حيث تم إيقاف إنتاج هذا الطراز على مستوى العالم. ونتيجة لذلك، انخفض دخل الشركة بشكل كبير، حيث أعلنت بوينج في 2019 عن خسارة صافية قدرها 636 مليون دولار، وهي أول خسارة سنوية منذ أكثر من عشرين عامًا.

ثم جاءت جائحة كورونا لتفاقم الأزمة، حيث سجلت الشركة خسائر صافية بلغت 11.94 مليار دولار في عام 2020، مع انخفاض كبير في حركة السفر والطلب على الطائرات.

ورغم أن بوينج شهدت وتيرة بطيئة في التعافي حتى عام 2023، فإنها واجهت انتكاسات جديدة نتيجة سلسلة من القضايا المتعلقة بالسلامة. بدأت هذه المشكلات في يناير الماضي مع انفجار مفاجئ في سدادة إحدى أبواب الطائرات أثناء الطيران، مما أدى إلى تحقيقات وإيقاف مؤقت لـ171 طائرة.

المستقبل المجهول

رغم هذه التحديات، تحتفظ بوينج بعبء كبير من الطلبات على الطائرات، حيث بلغ عدد الطائرات المتراكمة حوالي 6,259 طائرة حتى مارس 2024. ومع ذلك، أعلن الرئيس التنفيذي الجديد للشركة، كيلي أورتبيرج، عن مراجعة شاملة لأعمال بوينج، مما يشير إلى احتمال تقليص حجم الشركة في المستقبل. وكشف أورتبيرج أنه من المتوقع أن يتم تسريح 10% من قوة العمل، أي حوالي 17,000 موظف، في الأشهر القادمة.

في ظل هذه الظروف الصعبة، تبقى بوينج أمام اختبار حقيقي لاستعادة مكانتها في سوق الطيران وتعزيز ثقة العملاء والمستثمرين في المستقبل.