شهدت زيارة الملك تشارلز الثالث إلى أستراليا احتجاجًا قويًا من النائبة ليديا ثورب، التي عبرت عن معارضتها للملكية بطريقة مثيرة. حيث أبدت ثورب مطالبات هامة بشأن حقوق السكان الأصليين، مما جعل هذه الزيارة محط اهتمام كبير في وسائل الإعلام.
تمت الحادثة في البرلمان الأسترالي، حيث أطلق الاحتجاج صوتًا قويًا يعبر عن مشاعر الغضب وعدم الرضا عن الوضع الحالي. هذا ما جعل زيارة الملك تشارلز تحمل دلالات أكبر من مجرد زيارة رسمية.
حدث الاحتجاج في البرلمان
عندما أنهى الملك تشارلز خطابه في البرلمان الأسترالي، أطلقت ثورب صيحات من الخلف، مما أثار جوًا من الدهشة بين الحضور. كانت هذه اللحظة مثيرة للجدل، حيث طالبت بتسليم ما تم سلبه من السكان الأصليين، وهو ما اعتبرته حقًا أساسيًا.
تحدثت ثورب بصوت عالٍ، موجهة اتهامات خطيرة للمملكة المتحدة بارتكاب “إبادة جماعية” ضد السكان الأصليين. هذه الكلمات لم تكن مجرد شعارات، بل كانت تعبيرًا عن معاناة تاريخية عانت منها قبائلها على مر العقود.
تصريحات ثورب ضد تشارلز
في حديثها، قدمت ثورب قائمة من المطالب، حيث طالبت بإرجاع “العظام والجمجمة والأطفال” التي سُلبت من قبائلها. كانت كلماتها قوية ومؤثرة، تعكس الألم الذي يشعر به العديد من السكان الأصليين في أستراليا نتيجة التاريخ الاستعماري.
وأضافت ثورب أنها تريد معاهدة تعترف بحقوق السكان الأصليين وتضمن لهم مكانتهم في المجتمع. كانت كلماتها واضحة ومباشرة: “نريد معاهدة مع هذا البلد”، مما يبرز الحاجة الملحة للعدالة والتصحيح.
رد فعل الملك تشارلز
على الرغم من الاحتجاج، بدا الملك تشارلز غير متأثر بالأحداث. كذلك لم يصدر القصر الملكي أي تعليق رسمي على الاحتجاج، مما أثار تساؤلات حول كيفية تعامل الملكية مع القضايا الحساسة. لكنهم أشاروا إلى الحشود التي استقبلتهم بحرارة، مما يعكس دعمًا شعبيًا قويًا لهم.
قبل الاحتجاج، استقبل الملك وزوجته في البرلمان بصوت الديدجيريدو، وهو ما يعد ترحيبًا ثقافيًا يعكس التنوع في أستراليا. كان هذا الترحيب بمثابة تذكير بأهمية الثقافة الأصلية في البلاد.
موقف الملك من الجمهورية
تعتبر هذه الزيارة فرصة لمعرفة آراء الأستراليين بشأن الملكية. فقد أظهر استطلاع حديث تراجع نسبة المؤيدين للجمهورية، إذ تراجعت النسبة من 39.4% إلى 33%. هذا التغير يعكس تحولًا في المزاج العام تجاه الملكية في البلاد.
من ناحية أخرى أعرب الملك تشارلز عن استعداده لقبول أي تغيير في النظام، مؤكدًا أن القرار يعود إلى الشعب الأسترالي. هذا التصريح يعكس احترامه لرغبات الشعب، ويعزز فكرة أن المستقبل السياسي لأستراليا يجب أن يتشكل من خلال إرادة مواطنيها.
في النهاية
تظل زيارة الملك تشارلز لأستراليا محط أنظار الكثيرين، حيث تثير العديد من القضايا المهمة التي تتعلق بحقوق السكان الأصليين ومستقبل الملكية. الاحتجاج الذي قادته ليديا ثورب يعكس قضايا هامة تتعلق بالعدالة والتصحيح التاريخي. كما أنه يفتح النقاش حول مستقبل الملكية في البلاد، مما يجعل هذه الزيارة لحظة فارقة في تاريخ أستراليا الحديث.