في خطوة غير متوقعة، دخلت نائبة الرئيس كامالا هاريس في مواجهة مباشرة مع شبكة فوكس نيوز المحافظة، حيث اشتبكت مع المذيع بريت باير في مقابلة متوترة شهدت الكثير من المشاحنات. تأتي هذه الخطوة في إطار محاولات هاريس الوصول إلى الناخبين الجمهوريين غير الراضين عن دونالد ترامب، في ظل غياب مناظرة ثانية مع الرئيس السابق.
هاريس تدخل “معقل” فوكس نيوز
اختارت هاريس أن تظهر في شبكة فوكس نيوز، التي تعتبر مقرًا لانتقاداتها المستمرة وسياسات إدارة بايدن. في البداية، كانت أجواء المقابلة مشحونة، حيث حاول باير مقاطعتها عدة مرات. هاريس ردت بحزم قائلة: “يجب أن تدعني أكمل”. من خلال هذه المقابلة، سعت هاريس لإظهار قوتها أمام جمهور يميل لدعم ترامب. رغم ذلك، استمر النقاش في تكرار الانتقادات المتعلقة بسياسات الهجرة وتغير المواقف السياسية.
إظهار الفروق مع ترامب
واحدة من استراتيجيات هاريس كانت محاولة تمييز نفسها عن ترامب بشكل واضح. خلال المقابلة، هاجمت هاريس بشدة تعليقات ترامب حول استخدام الجيش ضد “الأعداء الداخليين”، موجهة رسائل تحذيرية حول ما قد يحدث في حالة فوزه بولاية ثانية. كما ركزت على تهديدات ترامب المتكررة باستخدام السلطة الرئاسية لتحقيق أهداف شخصية. هاريس أوضحت أن “رئاسة ترامب القادمة ستنصب على الانتقام ومصالحه الشخصية”.
محاولات لاستقطاب الناخبين الجمهوريين
قبل المقابلة مع فوكس، كانت هاريس قد التقت بجمهوريين سابقين ينتقدون سلوك ترامب ويعبرون عن استيائهم. الهدف من هذه اللقاءات هو كسب الناخبين الجمهوريين الذين صوتوا ضد ترامب في الانتخابات التمهيدية أو الذين يشعرون بالقلق من مسار البلاد. هاريس ركزت على قيم الدستور، مشيرة إلى أن هذه الانتخابات تدور حول “المبادئ الديمقراطية التي قاتل من أجلها الأمريكيون لعقود”.
ترامب وردود فوكس نيوز
على الجانب الآخر، استغلت فوكس نيوز ظهور هاريس لتقديم تحليل مطول حول أدائها. الشبكة أظهرت تصريحاتها حول الهجرة بأنها مراوغة، كما أنها أفسحت المجال لتصريحات أبناء ترامب ومستشارين سابقين له، مثل ستيفن ميلر، الذين وجهوا انتقادات لاذعة لهاريس. إحدى النقاط التي استغلها النقاد كانت تصريح هاريس بأنها لن تستمر في سياسات بايدن، حيث حاولوا إظهار تناقضها في مواقفها.
التوتر مع ترامب يزداد
بالتوازي مع مقابلة هاريس، استمر ترامب في إثارة الجدل. في لقائه الأخير مع “يونيفيجن”، زعم أن المهاجرين في ولاية أوهايو يأكلون الحيوانات الأليفة، وهي مزاعم وصفها الكثيرون بأنها “غريبة”. هاريس استغلت هذه التعليقات لتعزز حملتها ضد ترامب، واصفة إياه بأنه “غير مستقر بشكل متزايد”. ترامب لم يتوقف عند هذا الحد، بل واصل التفاخر بدوره في إعادة تشكيل المحكمة العليا، مدعيًا أنه “والد التخصيب الاصطناعي”، وهو تصريح أثار الكثير من السخرية.
مواجهة الانتقادات حول إدارة بايدن
رغم جهود هاريس لتمييز نفسها عن إدارة بايدن، إلا أنها وجدت نفسها في موقف دفاعي خلال المقابلة. باير استغل الفرصة لطرح أسئلة حول سياسات الهجرة وحالات وفاة النساء الأمريكيات على يد مهاجرين غير قانونيين، وهي قضايا حساسة للجمهور المحافظ. هاريس حاولت الدفاع عن سجلها، لكنها واجهت صعوبة في تقديم ردود مقنعة. هذه النقطة بالذات قد تكون تحديًا لها في سعيها لكسب أصوات الناخبين الجمهوريين غير الراضين عن ترامب.
خاتمة
تظل مقابلة هاريس مع فوكس نيوز خطوة جريئة في حملتها الانتخابية، حيث اختارت المواجهة المباشرة مع منصة تنتقدها بشدة. ورغم التحديات التي واجهتها، قدمت نفسها كقائدة قوية قادرة على التعامل مع النقد والتحديات السياسية. وفي النهاية، يبدو أن المقابلة قد حققت غايتها في تسليط الضوء على الفوارق بين هاريس وترامب، وتجسيد رؤيتها لما ستكون عليه رئاستها.