سادت حالة من التوتر خلال اليومين الماضيين بين فرنسا والاحتلال، بعد تبادل التصريحات النارية بين نتنياهو وماكرون على خلفية حرب لبنان.
ودب الخلاف بين الطرفين بعد أن حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاحتلال على الالتزام بقرارات الأمم المتحدة بشأن قوات “اليونيفيل” لحفظ السلام في لبنان.
وجاء ذلك على خلفية إصابة اثنين من قوات حفظ السلام في لبنان بنيران إسرائيلية، وسط الحرب التي شنتها قوات الاحتلال على حزب الله منذ نحو أسبوع.
وبحسب ما نقلته وكالة فرانس برس عن مصادر، قال ماكرون، أمس الثلاثاء، خلال اجتماع مغلق لمجلس الوزراء، إنه على نتنياهو ألا ينسى أن إسرائيل أُنشئت بقرار من الأمم المتحدة.
وكان ماكرون يُشير إلى قرار الأمم المتحدة الصادر في 1947، والذي وضع خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين منفصلتين، عربية ويهودية.
وقال ماكرون الأسبوع الماضي إن تقييد حجم المساعدات العسكرية إلى إسرائيل هو الطريق الوحيد لوقف الصراع في الشرق الأوسط.
وانتقد الرئيس الفرنسي طلبات إسرائيل لقوات اليونيفيل والتي تضم عناصر فرنسية، بالانسحاب من مواقعها، وقال إن الوقت ليس مناسبًا لتجاهل قرارات الأمم المتحدة.
من جانبها وصفت إسرائيل على المقترح الفرنسي بوقف إمدادات الأسلحة إلى الاحتلال بأنه “عار”.
نتنياهو يرد
رد رئيس وزراء الاحتلال على ماكرون قائلًا إن تأسيس دولة إسرائيل “المزعومة” جاء بفضل حرب الاستقلال عام 1948 وليس بسبب قرار الأمم المتحدة، وفق قوله.
وتابع نتنياهو: “هذا النصر تحقق بفضل دماء الأبطال والناجين من الهولوكوست ومن ضمنه نظام فيشي في فرنسا”.
وتواصل الطرفان أيضًا عن طريق الهاتف، حيث حث ماكرون على ضرورة وقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا كتمهيد للتوصل إلى تسوية دبلوماسية.
ولكن نتنياهو أبلغ ماكرون أنه لن يوافق على أي اتفاق لن يكون من شأنه منع حزب الله من استمرار التسليح، أو إعادة تجميع قواته.
ويُصر نتنياهو والجيش مرارا وتكرارا على ضرورة إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان.
ولن يكون في هذه المنطقة أي تواجد لمقاتلي حزب الله، ليتسق مع قرار الأمم المتحدة لعام 2006.
ودعا ماكرون عبر الهاتف نتنياهو إلى ضرورة وقف إطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، معربًا في نفس الوقت عن قلقه من استمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية.
تصاعد الصراع
واجهت إسرائيل انتقادات لاذعة خلال الأيام الماضية بشأن الإصابات التي لحقت بخمسة من قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان.
وكانت إسرائيل قد تقدمت بطلب إلى أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، لسحب قوات اليونيفيل من لبنان، وسط صراع محتدم بينها وبين مقاتلي حزب الله.
ولكن غوتيريش رفض هذا الطلب أكثر من مرة، وهو ما وصفه نتنياهو بأنه رد فعل يوفر لمقاتلي حزب الله دروعًا بشرية.
المصدر: Times Of Israel