يترقب الشرق الأوسط والعالم أجمع رد الاحتلال على الهجمة الإيرانية التي شنتها قبل أسبوعين على قلب الأراضي المحتلة بـ181 صاروخ باليستي.
وأعلنت إسرائيل اليوم الأربعاء، أنها حددت الأهداف الإيرانية التي تنوي ضربها، إذ أعد جيش الاحتلال قائمة وقدمها لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.
وتُثير تلك الهجمات المحتملة المخاوف من جر المنطقة إلى حرب شاملة، تنخرط فيها أطراف أخرى بشكل مباشر مثل الولايات المتحدة.
كانت إيران شنت تلك الهجمات بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وهو أحد وكلاء الجمهورية الإسلامية في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
وتتهم إيران بشكل أساسي إسرائيل في تنفيذ عملية الاغتيال، لتضيف حلقة جديدة في سلسلة التوترات بين الاحتلال وطهران.
ما المتوقع؟
تعهد الاحتلال بالرد على الهجمة الإيرانية، وقال نتنياهو إن إيران ارتكبت خطأ كبيرًا وستدفع ثمنه، ولم تُبدي الولايات المتحدة أكبر حليف لإسرائيل أي اعتراض على فكرة الرد، ولكنها حثت على ضبط النفس.
في حين أن الاحتلال لم يُعلن طبيعة الأهداف التي استقر على ضربها داخل إيران، إلا أن هناك 6 أهداف أساسية لن تخرج عنها الضربة المرتقبة.
تُعد قاعدة “الإمام علي الجوية” في أصفهان، وهي مركز مهم لتشغيل الطائرات المسيرة والصواريخ، من أبرز الأهداف التي قد يُقدم الاحتلال على ضربها.
وتعتبر إسرائيل تلك القاعدة بمثابة تهديدًا رئيسيًا لأمنها خصوصًا بعد الهجمات الأخيرة.
الهدف الثاني هو موقع “بارشين العسكري” بالقرب من طهران، والذي يُستخدم لاختبار الأسلحة التقليدية.
أما الهدف الثالث الذي قد تستهدفه قوات الاحتلال هو قاعدتي “شيراز وكرمنشاه” للصواريخ الباليستية، والتي تضم وحدات الصواريخ القصيرة وطويلة المدى.
والهدف الرابع هو منشآت الطائرات دون طيار في كرمان، المخصصة لتشغيل المسيرات الهجومية العابرة للحدود.
وقد يشمل الرد الإسرائيلي هجمات على المواقع الاستخباراتية في طهران وأصفهان، مثل القيادة العسكرية والاستخباراتية والمقرات العليا للحرس الثوري.
وأخيرًا قد تستهدف إسرائيل المنشآت النووية، رغم التعهدات لواشنطن بالامتناع عن ذلك.
رد فعل إيران
تعهدت إيران بالرد على إسرائيل إذا ما ردت على هجماتها الأخيرة التي تقول إنها أصابت أهدافا عسكرية في الأراضي المحتلة.
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان “إن هذه ليست سوى لمحة عن قدراتنا”. وأكد الحرس الثوري الإيراني هذه الرسالة بقوله: “إذا رد النظام الصهيوني على عمليات إيران، فسوف يواجه هجمات ساحقة”.
ولكن هل تتمكن طهران من هزيمة إسرائيل؟
بحسب تقرير نشرته شبكة “بي بي سي” فإن إيران غير قادرة على هزيمة إسرائيل عسكريًا، خصوصًا وأن دفاعاتها الجوية ضعيفة ومتهالكة.
ولكن هناك نقاط قوة أخرى تعتمد عليها طهران متمثلة في كمية الصواريخ الباليستية الهائلة الموجودة لديها، والطائرات بدون طيار المسيرة التي تمتلكها، وكذلك الميليشيات التابعة لها المنتشرة في الشرق الأوسط.
وقد تستهدف الهجمة الإيرانية التالية المناطق والمباني السكنية في قلب تل أبيب، بدلًا من المنشآت العسكرية.
من ناحية أخرى، قد تعتمد إيران على الزوارق البحرية الهجومية السريعة التابعة للحرس الثوري الإيراني في الخليج، والتي لديها القدرة على التغلب على دفاعات سفينة حربية تابعة للأسطول الخامس للبحرية الأميركية.
وقد تلجأ تلك الزوارق إذا زرع الألغام في مضيق هرمز، ما يعطل حركة الملاحة أمام صادرات النفط العالمية التي تمر عبره بنحو 20% من الإجمالي اليومي، وهو ما سينعكس بالسلب على الاقتصاد العالمي.
وحذرت إيران أيضًا من أن ضربة إسرائيلية على منشآتها قد تُقابل بهجمات مماثلة على القواعد الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط.
وهناك أيضاً القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة على طول الجانب العربي من الخليج، من الكويت إلى عُمان. وقد حذرت إيران من أنها إذا تعرضت لهجوم فإنها لن تكتفي بضرب إسرائيل، بل ستستهدف أي دولة ترى أنها تدعم هذا الهجوم.
المصدر: BBC