قامت قوات الاحتلال بتحركات جديدة مؤخرًا قد تكون مدخلًا لتوسيع جبهة الحرب مع حزب الله، في صراع ممتد منذ أكثر من عام واشتعل خلال الأسابيع الماضية.
وبحسب ما نقلته رويترز عن مصادر أمنية، فإن قوات الاحتلال أزالت ألغامًا أرضية وأقامت حواجز جديدة على الحدود بين مرتفعات الجولان المحتلة وشريط منزوع السلاح على الحدود مع سوريا.
وقال المحللون إن تلك التحركات ربما تكون بداية لتوسيع جبهة الصراع مع حزب الله، في الوقت الذي تعزز فيه إسرائيل دفاعاتها.
لماذا تلك التحركات؟
فسر المراقبون والخبراء هذه الخطوة بأنها ربما تكون محاولة يسعى من خلالها الاحتلال إلى ضرب حزب الله للمرة الأولى من الشرق على طول الحدود اللبنانية.
من ناحية أخرى يمكن أن تكون تلك الخطوات بهدف تأسيس منطقة آمنة يمكن من خلالها التجسس على حزب الله بحرية، وكذلك منع تسلل مقاتليه إلى الأراضي المحتلة.
ونقلت رويترز أيضًا عن جندي شوري متمركز في جنوب لبنان ومسؤول أمني لبناني في قوات حفظ السلام الأممية، أن إسرائيل قامت بنقل السياج الفاصل بين المنطقة منزوعة السلاح نحو الجانب السوري، كما أنها تحفر المزيد من التحصينات.
وتتزايد المخاوف من أن ضرب حزب الله من المنطقة منزوعة السلاح على الحدود السورية أو شن غارات إسرائيلية من الجولان، قد يؤدي إلى جر المنطقة لحرب أوسع تتورط فيها الولايات المتحدة.
تضييق الخناق
بدأ الصراع بين الاحتلال وحزب الله منذ أكثر من عام، عندما انضمت الجماعة اللبنانية للحرب دفاعًا عن العدوان الإسرائيلي على غزة.
ومنذ ذلك الوقت يتبادل الطرفان الهجمات، ولكن زادت حدتها خلال الأسابيع الأخيرة بعد أن شن الاحتلال حملته البرية على لبنان بهدف إضعاف على حزب الله.
وتتعرض المجموعة لهجوم بري إسرائيلي من الجنوب وتواجه قصفًا بحريًا إسرائيليًا من البحر الأبيض المتوسط إلى الغرب.
ويسعى الاحتلال إلى توسيع جبهة هجماته للشرق، حتى يمكنه تشديد الضغوط وتضييق الخناق على طرق إمدادات الأسلحة التي يستخدمها حزب الله ويمر أغلبها عبر سوريا الواقعة على الحدود اللبنانية.
ويقول محلل للصراع في مركز هرمون في اسطنبول، نوار سابان، إن محاولات الاحتلال لشن هجمات من الجولان السوري المحتل، قد تكون خطوة لتوسيع العمليات في لبنان.
وأضاف أن “كل ما يحدث في سوريا يهدف إلى خدمة استراتيجية الاحتلال في لبنان، وهي ضرب طرق الإمداد، وضرب المستودعات، وضرب الأشخاص المرتبطين بخطوط الإمداد لحزب الله”.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تسارعًا في أعمال نقل الألغام وإزالة السياج التي يقوم بها الاحتلال، بحسب ضابط استخبارات سوري، وجندي سوري متمركز في جنوب سوريا ومصادر أمنية أخرى.
وجاء ذلك بالتزامن مع تصعيد الاحتلال لضرباته على سوريا، إلى جانب انسحاب وحدات روسية من جنوب سوريا.
وقال الجندي إن إسرائيل تبدو وكأنها تعمل على إنشاء “منطقة عازلة” في المنطقة منزوعة السلاح. وقال مصدر أمني لبناني رفيع المستوى لرويترز إن القوات الإسرائيلية حفرت خندقاً جديداً بالقرب من المنطقة منزوعة السلاح في أكتوبر.
وقال مصدر أمني إن إزالة الألغام قد يمنح الاحتلال الفرصة لمحاصرة حزب الله من الشرق.
المصدر: رويترز