أثار الكيان المحتل تصعيدًا جديدًا في لبنان أمس الإثنين، حيث قامت بتوسيع نطاق عملياتها العسكرية في الجنوب مستهدفة مواقع حزب الله. وقد أسفرت غارة جوية في بلدة أيتو شمال البلاد.. عن مقتل ما لا يقل عن 21 شخصًا، معظمهم من العائلات النازحة، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية. يأتي هذا التصعيد بينما يلجأ ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ هربًا من القذائف التي أطلقت من الجانب اللبناني.
تصاعد العمليات الإسرائيلية واستهداف المدنيين
تركزت عمليات جيش الاحتلال حتى الآن في مناطق وادي البقاع، وضواحي بيروت، والجنوب. وفي خطوة غير مسبوقة، استهدفت غارة جوية بلدة أيتو ذات الأغلبية المسيحية، مما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين. وأكد جوزيف طراد، رئيس بلدية البلدة، أن المنزل المستهدف كان يضم عائلات نازحة. هذا الهجوم يعكس سياسة إسرائيلية جديدة تسعى لتوسيع نطاق القصف ليشمل مناطق لم تكن ضمن نطاق العمليات التقليدية.
استهداف القرى الجنوبية وتهجير السكان
أمر الكيان المحتل بإخلاء سكان 25 قرية جنوب لبنان، ونقلهم إلى مناطق شمال نهر الأولي، وهو نهر يقع على بعد نحو 60 كيلومترًا شمال الحدود مع الكيان المحتل. بينما يتصاعد القصف المتبادل، باتت حياة المدنيين في جنوب لبنان معرضة للخطر.. حيث يُجبرون على ترك منازلهم واللجوء إلى مناطق أكثر أمانًا.
قوات حفظ السلام في مواجهة الخطر
مع استمرار تقدم جيش الاحتلال في الجنوب، زادت التوترات مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل). حيث تعرضت عدة مواقع تابعة للأمم المتحدة للقصف، وهو ما أثار قلقًا دوليًا من تأثير هذه العمليات على سلامة القوات الأممية. نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتهامات بأن قواته تعمدت استهداف مواقع اليونيفيل.. مؤكدًا أن جيش الاحتلال لا تستهدف إلا مواقع حزب الله.
تدخل دولي وتحذيرات للرعايا الأجانب
في ظل التصعيد المستمر، حثت السفارة الأمريكية في لبنان رعاياها على مغادرة البلاد فورًا، محذرة من أن رحلات الإجلاء قد لا تستمر طويلاً. بينما أصدرت أستراليا تحذيرًا لمواطنيها بعدم السفر إلى الكيان المحتل، داعية من هم هناك إلى المغادرة في أقرب فرصة.
مستقبل غامض وتوترات متزايدة
يظل لبنان، بل والمنطقة بأسرها، في حالة من الترقب والتوتر. في ظل استمرار التصعيد بين الكيان المحتل وحزب الله، وتزايد التهديدات المتبادلة بين الكيان المحتل وإيران، يبقى المستقبل غامضًا والقلق متزايدًا.. بشأن ما قد تحمله الأيام المقبلة. في هذا السياق، يبقى المدنيون هم الضحية الأكبر، بين تهجير وقصف وتوتر يحيط بهم من كل جانب.