أحداث جارية سياسة

مقتل “نصر الله” يكشف عمق التغلغل الإسرائيلي في حزب الله

يكافح حزب الله من أجل منع الاحتلال من الاستمرار في تدمير قدراته العسكرية، وجمع صفوفه بعد تفخيخ أجهزة الاتصال واغتيال زعيمه وكبار قادته، ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر أمام الجماعة اللبنانية هو سدّ الاختراق الذي سمح لعدوه بتحقيق هذه المكاسب دون أن يتكبد خسائر تذكر.

جماعة مخترقة

جاء اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في مقر قيادة الجماعة يوم الجمعة في بيروت، بعد أسبوع واحد فقط من تفجير الاحتلال لمئات من أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكي المفخخة.

نفّذ الاحتلال هذه العملية بعد سلسلة سريعة من الضربات التي قضت على نصف مجلس قيادة حزب الله وأهلكت قيادته العسكرية العليا.

ونقلت وكالة “Reuters” عن مصدر وصفته بالمطلع على تفكير الكيان المحتل قوله: “أمضى الاحتلال 20 عامًا في تركيز جهود المخابرات على حزب الله، وهو ما مكنها من ضرب نصر الله عندما أرادت”.

تجنب نصر الله الظهور العلني منذ حرب 2006، وكانت تحركاته مقيدة، وكانت دائرة الأشخاص الذين يراهم صغيرة جدًا، بحسب مصدر مطلع على الترتيبات الأمنية لنصر الله تحدث لـ “Reuters”.

وقال المصدر إن عملية الاغتيال تشير إلى أن مجموعته قد تم اختراقها من قبل عملاء لصالح الاحتلال.

وقال ماجنوس رانستورب، الخبير في شؤون حزب الله في جامعة الدفاع السويدية: “هذه ضربة قوية وفشل استخباراتي لحزب الله، فقد كان جيش الاحتلال يعلم أنه في اجتماع مع قادة آخرين”.

وقال جيش الاحتلال إنه قتل ثمانية من كبار القادة العسكريين التسعة في حزب الله هذا العام، بما في ذلك نصر الله، معظمهم في الأسبوع الماضي.

وقاد هؤلاء القادة وحدات تتراوح بين فرقة الصواريخ وقوة الرضوان النخبوية.

وتمكن الاحتلال من إصابة حوالي 1500 من مقاتلي حزب الله بسبب انفجار أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكي في 17 و18 سبتمبر.

حزب الله

استنفاذ حزب الله

قد أظهر حزب الله قدرته على استبدال قادته بسرعة، وسوف تستمر المجموعة، التي لديها حوالي 40 ألف مقاتل إلى جانب مخزونات كبيرة من الأسلحة وشبكة أنفاق واسعة بالقرب من حدود الأراضي المحتلة.

وستمضي الجماعة في حربها بعد أن تعرضت للضعف المادي والنفسي خلال الأيام العشرة الماضية.

قبل الصراع الحالي، كان حزب الله من بين الجيوش غير التقليدية الأكثر تسليحا في العالم، مع ترسانة تبلغ 150 ألف صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار، وفقًا للتقديرات الأمريكية.

ولم يكن هناك سوى عدد قليل من التقييمات العامة التفصيلية حول مدى الضرر الذي لحق بهذه الترسانة من جراء هجوم الاحتلال خلال الأسبوع الماضي، والذي ضرب معاقل حزب الله في وادي البقاع، بعيدًا عن حدود لبنان مع إسرائيل.

وقال دبلوماسي غربي في الشرق الأوسط لـ “Reuters” قبل هجوم يوم الجمعة إن حزب الله فقد ما بين 20% إلى 25% من قدرته الصاروخية في الصراع المستمر، نتيجة لمئات الضربات الإسرائيلية هذا الأسبوع.

المصدر:

وكالة Reuters