أحداث جارية سياسة

اغتيال نصر الله يفضح ضعف أمريكا أمام قادة الاحتلال

ترك اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الإدارة الأمريكية في موقف صعب، حيث نفّذ الاحتلال هذه الضربة القوية، بينما كان مسؤولو الولايات المتحدة يقولون إنهم لديهم القدرة على التوصّل لتسوية سياسية تخفض التصعيد في المنطقة وتمنع نشوب حرب أوسع.

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” تحليلًا لمحررها للشؤون الدولية، جيريمي باون، يوضح الأسباب التي تؤيد الاعتقاد بأن الإدارة الأمريكية ضعيفة أمام الكيان المحتل.

“نتنياهو” يحرج إدارة “بايدن”

أشار “باون” إلى أنه في وقت سابق من يوم الجمعة كانت هناك آمال، وإن كانت ضعيفة، بأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مستعد على الأقل لمناقشة اقتراح لوقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا.

جاء هذا الاقتراح من الولايات المتحدة وفرنسا، وكان مدعومًا من قبل أهم حلفاء الاحتلال الغربيين.

ولكن في خطابه الذي اتسم بالتحدي والعدوانية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في “نيويورك”، لم يتحدث “نتنياهو” عن الدبلوماسية.

وقال “نتينياهو” إن الكيان المحتل “ليس لديه خيار سوى محاربة الأعداء المتوحشين الذين يسعون إلى إبادتها”.

وأضاف أن “حزب الله سوف يُهزم وسوف يكون هناك نصر كامل على حماس في غزة، وهو ما من شأنه أن يضمن عودة الرهائن الإسرائيليين”.

وكان الهجوم الضخم في بيروت الذي وقع في اللحظة التي أنهى فيها “نتنياهو” خطابه وأسفر عن مقتل حسن نصر الله إشارة أكثر وضوحًا إلى أن الهدنة في لبنان ليست مدرجة على أجندة الاحتلال.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنها لم تتلق أي تحذير مسبق من إسرائيل بشأن الغارة.

قصف لطيران الاحتلال على جنوب لبنان

دافع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن السياسة التي عمل عليها لشهور، وقال إن المجال لا يزال مفتوحا للتفاوض، لكن هذا الزعم يبدو خاطئًا، حيب “باون”.

وقال “باون” إن “الأميركيين لا يملكون إلا القليل من الأدوات التي يمكنهم استخدامها ضد أي طرف، فهم لا يستطيعون بموجب القانون التحدث إلى حزب الله وحماس لأنهما مصنفان كمنظمات إرهابية أجنبية، ومع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية بعد أسابيع قليلة، فإن احتمالات ممارسة الأميركيين للضغوط على الاحتلال أصبحت أقل مما كانت عليه في العام الماضي”.

ولفت “باون” إلى أنه “خلال العام الماضي اعتاد نتنياهو على تحدي رغبات الرئيس جو بايدن بشأن الطريقة التي يقاتل بها جيش الاحتلال، وعلى الرغم من تزويده بالطائرات والقنابل المستخدمة في الغارة على بيروت، كان الرئيس بايدن وفريقه متفرجين”.

وقال “باون”: “كان بايدن يعتقد أنه يستطيع إقناع نتنياهو ليس فقط بتغيير الطريقة التي يقاتل بها جيش الاحتلال، ولكن بقبول خطة أميركية لليوم التالي تقوم على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب الكيان”.

ورفض “نتنياهو” الفكرة رفضًا قاطعًا وتجاهل نصيحة جو بايدن.

وبعد الهجوم على بيروت، كرر “بلينكن وجهة” نظره القائلة بأن الجمع بين الردع والدبلوماسية كان كافيًا لمنع اندلاع حرب أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط، ولكن مع خروج الأحداث عن نطاق السيطرة الأميركية، فإن وجهة نظره لا تبدو مقنعة، حسب “باون”.

وقال “باون”: “كان الدبلوماسيون الغربيون، ومن بينهم حلفاء الاحتلال الأكثر ولاءً، يأملون في تهدئة الأمور، وحثوا قادته على قبول الحل الدبلوماسي، والآن سوف ينظرون إلى الأحداث بقلق وشعور بالعجز”.

المصادر:

موقع bbc