شهدت منطقة الشرق الأوسط خلال الأيام الماضية تصعيداً عسكرياً غير مسبوق بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وعلى الرغم من تبادل الطرفين القصف الصاروخي، إلا أن إسرائيل نجحت في توجيه العديد من الضربات الموجعة للحزب.
بدأ التصعيد الإسرائيلي بتفجير 5 آلاف جهاز بيجر يستخدمها أعضاء حزب الله عن بعد، وفي اليوم التالي فجرت عدد من الأجهزة اللاسلكية بنفس الطريقة، بالإضافة إلى نجاحها في اغتيال إبراهيم عقيل، قائد قوة “رضوان” النخبوية في الحزب في إحدى الغارات.
ويرى العديد من الحللون أن الضربات الإسرائيلية أفقدت حزب الله توازنه وأضعفته وأنه لن يكون قادرًا على مجابهة إسرائيل عسكريًا في المرحلة المقبلة.
ومن ناحية أخرى أكدت مصادر إسرائيلية أن الحزب استطاع ملئ الفجوات القيادية بسرعة، مما يعكس مرونة هيكل القيادة، وأنه ما زال قادرًا على القتال بقوة.
القدرة على الصمود
على الرغم من هذه الخسائر، تشير تقارير إسرائيلية متعددة إلى أن حزب الله لا يزال يحتفظ بقدراته القتالية العالية، حيث أطلق مئات الصواريخ على إسرائيل، في هجمات تعد الأعمق على الإطلاق من قبل الحزب.
وأوضحت مصادر أن بعض هذه الهجمات تمت باستخدام صواريخ طويلة المدى يمكنها استهداف مناطق بعيدة مثل تل أبيب، أن ترسانة الحزب تظل قوية حتى مع استمرار الهجمات الإسرائيلية، كما تشير تقارير الكونغرس الأمريكي إلى أن حزب الله يمتلك حوالي 150 ألف صاروخ.
شبكة أنفاق معقدة
أكدت التقارير الإسرائيلية أن شبكة الأنفاق المعقدة التي بناها حزب الله على مدار سنوات، تعد أحد أكبر التحديات التي تواجه إسرائيل، حيث تشير التقديرات إلى أنها تمتد لمئات الكيلومترات تحت الأرض.
وأشارت التقارير إلى أن حزب الله يعتمد الجماعة بشكل كبير على هذه الأنفاق لحماية أسلحته ولتنقل المقاتلين، وأن هذه الأنفاق تم بناؤها بمساعدة من إيران وكوريا الشمالية، وتعد أصعب في الوصول إليها وتدميرها مقارنة بتلك الموجودة في غزة.
قوة كرتونية
على عكس ما ورد في التقارير الإسرائيلية يرى الكاتب الصحفي اللبناني، طوني بولس، أنه عمليًا قوة حزب الله كرتونية من ناحية مواجهتها مع إسرائيل، وأن الحزب مصمم للسيطرة على الداخل اللبناني، وتصدير عد الاستقرار في الدول المحيطة مثل سوريا والعراق واليمن.
واضاف بولس أن حزب الله فوجئ باتباع إسرائيل استراتيجية جديدة، حيث أخذته إلى حرب استنزاف طويل، ومن ثم حولت الأمر لحرب مفتوحة.
وأوضح طوني بولس أن المواجهات الأخيرة أظهرت أن الحزب غير جاهز لمواكبة لعدة أسباب أبرزها التفوق التكنولوجي الإسرائيلي الذي نجح في كشف الهيكل التنظيمي، وإمكانية ملاحقة قياداته وكوادره، والوصول إلى مراكزه وقواعده العسكرية، وفي الجانب الآخر لا يقوم الحزب سوى ببعض الدعاية الإعلامية دون تحقيق إنجاز يذكر في العادلة العسكرية.
سلسلة الضربات شلت قدرات الحزب
أشار بولس إلى أن الغارات الإسرائيلية استهدفت خلال الأيام الماضية خطوط الدفاع والهجوم الأمامية لحزب الله وصولًا إلى أطراف جبل لبنان، بالإضافة إلى استهداف القواعد العسكرية ومخازن الأسلحة في عمق البقاع.
وأكد بولس أن كل تلك الخطوات من شأنها إضعاف حزب الله في الناحية الجنوبية وشل قدراته، موضحًا أن الحزب تلقى خلال فترة وجيزة سلسلة من الضربات بداية من تفجير أجهزة البيجر، ثم تفجير أجهزة اللاسلكي، ثم استهداف قيادة فرقة الرضوان العسكرية الفرقة التي تعد الفرقة العسكرية الأساسية للحزب، وصولًا إلى الغارات التي دمرت العديد من مخازن الذخيرة والقواعد العسكرية التابعة للحزب.
المصدر: