بحلول صباح اليوم الجمعة، كانت القوات الإسرائيلية انسحبت من 3 مخيمات للاجئين في الضفة الغربية المحتلة وتحديدًا جنين.
وتأتي تلك الخطوة بعد عملية عسكرية مستمرة منذ أكثر من أسبوع، وأسفرت عن عشرات القتلى والمنازل المدمرة.
وخلال الساعات الأخيرة من الليل، بدأت المدرعات التابعة لجيش الاحتلال في مغادرة مخيم جنين من خلال نقطة تفتيش أقيمت على أحد الطرق الرئيسية، بحسب وكالة AP.
ووفق ما نقله مراسل أسوشيتد برس، فإن المخيمات التابعة لجيش الاحتلال بدت فارغة بعد مغادرة القوات، ولا يوجد أي دليل على وجود قوات متبقية.
كان المسؤولون العسكريون صرحوا من قبل بأن العملية العسكرية في جنين الهدف منها هو استهداف المسلحين الموجودين في جنين وطولكرم ومخيمات الفارعة للاجئين.
وأضافوا أن تلك المخيمات هي مصدر للهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين والتي انتشرت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة وأصبحت أكثر فتكًا، وفق مزاعمهم.
العملية العسكرية مستمرة
ولكن رغم الانسحاب من مخيم جنين ومن قبله مخيمات الفارعة، قال جيش الاحتلال إن العملية العسكرية في الضفة الغربية لم تنته بعد.
وقال الجيش في بيان له إن “قوات الأمن الإسرائيلية تواصل العمل من أجل تحقيق أهداف عملية مكافحة الإرهاب.
وكانت العملية التي انطلقت في الضفة الغربية المحتلة منذ أسبوع هي الأعنف منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر الماضي.
ووصفت الأمم المتحدة العملية الإسرائيلية بأنها “تكتيكات حربية مميتة”.
وركزت العملية بشكل أساسي على مخيم جنين للاجئين، إذ يُعتبر أنها معقل التشدد الفلسطيني المتصاعد منذ هجوم حماس على الأراضي المحتة قبل 11 شهرًا.
وبجانب 39 شخصًا فلسطينيًا قتلوا بسبب العملية العسكرية في الضفة، إلى جانب التأثير امدمر للقتال على المدنيين الفلسطينيين الذين يعيشون في جنين.
وتم قطع خدمات المياه والكهرباء، وأُجبرت العائلات على البقاء في منازلها، وتباطأت سيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى في طريقها إلى المستشفيات القريبة، بينما يبحث جنود الاحتلال الإسرائيلي عن المسلحين.
تداعي المخيم
وخلال العملية، أرسلت قوات الاحتلال جرافات عسكرية إلى المخيم، وقامت بتجريف الطرقات بحثاً عن عبوات ناسفة مدفونة.
ونتيجة لذلك تضررت البنية التحتية في المخيم بشكل كبير، وأقر أحد المسؤولين الإسرائيليين في تصريحات للوكالة بأن هذه الأضرار كانت ضريبة لزرع المتفجرات في المنطقة.
وبدأ السكان منذ خروج القوات الإسرائيلية في تقييم الأضرار والبحث بين أنقاض المباني المدمرة عن أي متعلقات.
وظهرت المباني المهدمة والمنهارة التي تخرج منها قضبان حديد التسليح، كما انتشرت الشظايا وثقوب الرصاصات على الجدران التي لا زالت قائمة.
وفي جنوب غزة، استأنف العاملون الصحيون تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال، استمراراً للمرحلة الثانية من حملة التحصين واسعة النطاق.
وبدأت تلك العملية كإجراء عاجل لمنع انتشار فيروس شلل الأطفال، بعد ظهور أول حالة منذ 25 عامًا لطفل يبلغ من العمر 10 سنوات وهو الآن مشلول في ساقه.
وكانت الأمم المتحدة توصلت إلى اتفاق مع إسرائيل لوقف القتال بشكل مؤقت لحين الانتهاء من حملة التطعيم، إذ تستهدف الصحة الفلسطينية تطعيم 640 ألف طفل فلسطيني في غزة ضد الفيروس.
المصدر: AP