أحداث جارية سياسة

نتنياهو في مأزق بعد مقتل الرهائن الإسرائيليين

نتنياهو في مأزق بعد مقتل الرهائن الإسرائيليين

في الوقت الذي يحاول فيه نتنياهو الحفاظ على شعبيته المتراجعة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة وأسر حماس لرهائن إسرائيليين في 7 أكتوبر الماضي، جاء العثور على 6 جثث في غزة ليفجر موجة غضب جديدة تجاه نتنياهو.

وعثرت قوات الاحتلال الإسرائيلي على جثث الرهائن الستة في نفق على عمق 20 مترًا تحت سطح الأرض، على بُعد كيلومتر واحد من المكان الذي عُثر فيه على رهينة آخر حي الأسبوع الماضي.

وبحسب الرواية الإسرائيلية التي نشرتها صحيفة هآرتس، فإن التشريح الأولي للجثث أثبت أن وفاتهم حدثت نتيجة إصابات برصاصات في الرأس.

ويزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الرهائن تم قتلهم خلال يومي الجمعة أو السبت، وذلك لمنع إنقاذهم بعد العلم باحتمالية وصول قوات إسرائيلية إلى موقعهم.

وعلى الرغم من تلك المعلومات الأولية، إلا أن وفاة هؤلاء الرهائن قد يكون الشرارة التي تُعيد إحياء حركة الاحتجاجات من المدنيين في إسرائيل للمطالبة بإنهاء الحرب والإفراج عن الرهائن.

كما أن هذه المستجدات قد تكون سببًا في تديد الدعوات لإجراء انتخابات جديدة، والتي قد تُطيح بالحكومة اليمنية التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

نتنياهو في مأزق بعد مقتل الرهائن الإسرائيليين
جانب من الاحتجاجات الإسرائيلية التي اندلعت أمس الأحد بعض مقتل الرهائن في غزة

نتنياهو في أزمة

على مدار الشهور الماضية، اتهم الإسرائيليون نتنياهو بأنه السبب في عرقة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بغرض تحقيق مكاسب سياسية.

وشهد اجتماع الحكومة الإسرائيلية يوم الخميس الماضي، مشادات كلامية وصراخ بين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، بسبب تأكيد الوزراء مجتمعين على مطلب نتنياهو بأن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة على حدود غزة وهي نقطة خلاف أساسية في محادثات وقف إطلاق النار.

واتهمت إيناف زانغاوكر، التي يحتجز ابنها ماتان البالغ من العمر 24 عاماً، نتنياهو بـ”قتل” الرهائن الذين ما زالوا في غزة.

وقالت زانغاوكر أمام حشد كبير من العائلات الإسرائيلية قبل العثور على الرهائن الستة المقتولين، إن نتنياهو قرر التضحية بالرهائن في سبيل فوز سياسته، متهمة إياه بارتكاب جريمة ضد شعبه.

وخرج الآلف من الإسرائيليين المحتجين إلى الشوارع، أمس الأحد، على خلفية دعوة منتدى الرهائن والأسر المفقودة في إسرائيل أسر الضحايا والمدنيين للاستعداد إلى احتجاجات واسعة النطاق ، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ بدء العدوان على غزة.

وردد المشاركون في الاحتجاجات عبارات “الآن، الآن”، في مطالبة لنتنياهو بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس.

ونظر العديد من الإسرائيليين لهذه الاحتجاجات باعتبارها نقطة تحول في ظل الانقسام الكبير الذي يعاني منه الكيان الإسرائيلي.

كما أعلن رؤساء بلديات تل أبيب إلى تنظيم إضراب شامل اليوم الإثنين، ومن المتوقع أن تحذو جميع البلديات حذوهم.

وأعلنت الهستدروت، أكبر نقابة عمالية في إسرائيل، إضرابا عاما اعتبارا من الساعة السادسة صباح الاثنين بعد دعوات من عائلات الرهائن وزعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد.

وسيكون لهذا القرار من النقابات العمالية في إسرائيل تأثيرًا كبيرًا على عمل مطار تل أبيب وهو المدخل والمخرج الرئيسي في البلاد.

كما أن المستشفيات ستكون عُرضة لتعطل العمل فيها، بخلاف الخدمات الأخرى، ما سينعكس على الاقتصاد الإسرائيلي الذي يعاني أساسًا بالسلب.

نتنياهو في مأزق بعد مقتل الرهائن الإسرائيليين
يُلقي الأهالي باللوم على نتنياهو في مقتل الأسرى الستة والفشل في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار

إحباط وغضب

وكان من المقرر أن يتم إطلاق سراح ثلاثة من الرهائن الستة الذين عُثر عليهم مقتولين ـ ومن بينهم إسرائيلي أميركي ـ في المرحلة الأولى من اقتراح وقف إطلاق النار الذي نوقش في يوليو.

ولكن العثور على الرهائن مقتولين أدى إلى تصاعد الغضب والإحباط بين العائلات الإسرائيلية، إذ قالت إحدى المشاركات في التظاهرات: “لا يوجد شيء أسوأ من معرفة أنه كان من الممكن إنقاذهم”.

ولكن يبدون أن نتنياهو لا يعبأ بمصير الرهائن، إذ إنه أصبح أثر يأسًا بمرور الوقت منذ بداية العدوان، وبات أيضًا أكثر تشبثًا بالسلطة.

وكانت حماس عرضت في وقت سابق قابليتها لإطلاق سراح الرهائن مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة والإفراج عن السجناء الفلسطينيين.

وقال عزت الرشق، المسؤول الكبير في حركة حماس، إن الرهائن كانوا سيظلون على قيد الحياة لو قبلت إسرائيل اقتراح وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة والذي قالت حماس إنها وافقت عليه في يوليو

ويلقب العديد من المدنيين الإسرائيليين باللوم عليه في فشل التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار حتى اليوم.

ولكن عزل نتنياهو عن منصبه لن يتوقف فقط على نشاط المحتجين في الشوارع، ولكنه سيتطلب تغييرًا من الداخل، إذ يتمتع ائتلاف نتنياهو بأغلبية أربعة مقاعد؛ وسوف يتعين على خمسة أعضاء في الحكومة التخلي عن زعيمهم من أجل فرض انتخابات جديدة.

وتبرز الصعوبة أيضًا في أن انتهاء الحرب من شأنه أن يفتح تحقيقًا في إخفاقات الحكومة، وهو أمر قد يفعل نتنياهو أي شيء لعرقلته.

تغيير قواعد الحرب

ويرى بعض المحللين أن مقتل الرهائن الستة والاحتجاجات واسعة النطاق قد تفرض مستوى جديد من الضغوط السياسية على نتنياهو.

ففي حين أن الضغوط الشعبية وحدها لا تكفي، إلا أن نتنياهو استسلم خلال العام الماضي للاحتجاجات، والتي ساهمت في تأخير إصلاحه القضائي المثير للجدل.

من ناحية أخرى تكشف تلك الأحداث الجديدة الانقسامات العميقة في الحكومة الإسرائيلية، وسط تحذيرات من كبار المسؤولين العسكريين مثل يوآف غالانت من أن الوقت ينفد.

المصدر: AP/ The Guardian