خرج عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع مساء الأحد.. في موجة من الغضب والحزن بعد اكتشاف جثث ستة رهائن في غزة. هؤلاء المتظاهرون الذين كانوا يهتفون “الآن! الآن!” طالبوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس من أجل ضمان عودة الرهائن المتبقين إلى ديارهم بأمان.
استمرار الاحتجاجات وتزايد الضغط الشعبي
شهدت إسرائيل واحدة من أكبر المظاهرات منذ بدء النزاع قبل 11 شهرًا، حيث تجمعت حشود ضخمة خارج مكتب رئيس الوزراء في القدس وفي شوارع تل أبيب. خلال المظاهرات قاد أقارب الرهائن مسيرات محملة بالنعوش الرمزية للتعبير عن الألم والخيبة. يعتبر الكثيرون أن هذه الاحتجاجات قد تكون نقطة تحول في الصراع، خاصة بعد دعوة الاتحاد العمالي “الهستدروت”.. إلى إضراب عام يهدف إلى شل قطاعات رئيسية في الاقتصاد، بما في ذلك البنوك والرعاية الصحية والمطار الرئيسي.
الخلافات داخل الحكومة
رغم أن رئيس الوزراء نتنياهو يتمسك بموقفه الثابت في مواصلة القتال حتى القضاء على حماس، إلا أن هذه الخطوة تواجه انتقادات من داخل حكومته ومن كبار المسؤولين العسكريين.. الذين يطالبون بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل فوات الأوان. هذه الخلافات برزت بوضوح خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني الأخير، حيث اشتبك نتنياهو مع وزير الدفاع يوآف غالانت.. الذي اتهمه بتقديم مصالحه الشخصية على حياة الرهائن.
ردود الفعل الدولية والمواقف المتباينة
في حين أن العالم الخارجي يراقب التطورات بقلق، فقد أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن “استيائه وغضبه”.. عقب مقتل الرهينة الأمريكي الإسرائيلي هيرش غولدبيرغ بولين. وعلى الرغم من الموقف الدولي المتضامن مع إسرائيل، إلا أن هناك دعوات متزايدة للتوصل إلى حل دبلوماسي يضمن عودة الرهائن المتبقين.. وإنهاء النزاع الدامي الذي أودى بحياة الآلاف من الضحايا في قطاع غزة.
حتى الآن..
يتزايد الضغط على نتنياهو للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، فيما لا يزال الانقسام داخل إسرائيل عميقًا، فبينما تحظى العمليات العسكرية بتأييد واسع لاستمرارها. تستمر كذلك التوترات والتظاهرات، ويبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه الاحتجاجات ستؤدي إلى تغيير في نهج الحكومة أو أنها ستبقى مجرد تعبير عن الغضب الشعبي.